No Script

بوح صريح

كورونا

تصغير
تكبير

حين شاهدنا الفيلم الذي يقترح فيروساً يصيب البطلة بعد عودتها من مؤتمر في الصين، وتناولها العشاء هناك. وتدهور صحتها سريعاً ثم موتها. قلنا إنه خيال!
وحين قرأنا في كتب صدرت في الثمانينات بشأن فيروس يصيب الرئة، ويؤثر على الجهاز التنفسي في عام 2020. قلنا إن الكاتب يشطح بعيداً. وها هي كل التنبؤات والخيالات تتحقق وتصبح حقيقة.
هل سئمت الأرض منا؟


هل أسأنا كثيراً للحيوان والبيئة واستهلكنا الثروات بكل طمع ووحشية؟
هل كنا أنانيين ولم نتقن إدارة الكوكب. ونشرنا السموم في المحيطات والجو. وشوهنا الغلاف الجوي وقتلنا آلاف الحيوانات بالقمامة والبلاستيك.
هل تجاهلنا ما قاله العلماء. وما نبهوا إليه ولم نستمع لجرس الإنذار. وأغلقنا وعينا وضمائرنا وآذاننا عن كل كلمة حق وواقع مؤسف مرير.
هل استحوذت علينا أسطورة الإنسان السوبر، الذي يجب عليه استغلال وتسخير كل ما في الأرض لخدمته.
إذاً نحن نستحق «كورونا». وما هي سوى البداية.
علينا العودة إلى الفطرة الأولى. نفض كل تشوه نفسي وعقلي عنا والعودة إلى (أ ب ت) الطيبة والمحبة والخير والاحترام. لذا نقول: بدّل نفسك. طوّرها حفّزها وأصلحها. النفس تتبدل حسب محيطها وعبر كم خلاصة الأحداث والتجارب، لذا التغيير يجب أن يكون جمعياً. وقد يصدق تبدل النفس تبعاً للمزاج أو حالات نفسية كالحزن والغضب والانتقام... التي أيضا تعود لتراكمات سابقة. إذاً لا تتبدل النفس من فراغ بل كرد فعل لما مرت به.
واخيراً...
إن أحببت. فأحب مَن يناقشك ويستفز ذكاءك!
مَن يجادلك في كتاب أو فيلم أو لوحة. مَن يلهمك. يقبلك كما أنت ويحاول فهمك. مَن ينصت لصمتك. مَن يهتم بتفاصيلك الصغيرة. مَن يحتضن غربتك ويحتوي حزنك. مَن يشعر برجفة صوتك.مَن يقتطع الوقت ليرحل معك وفيك وإليك. مَن يقتسم معك آخر طعام وشراب لديه.
مَن يبتسم لك حين يجافيك الناس. ويفتح لك بيت قلبه حين تكون منكسراً. أحب مَن يشاركك الأغاني التي تحب. مَن تتدحرج نظراته لأعماقك حين ينظر إليك.
مَن يستحم بعطرك ويستظل بحنانك ولا يمل أحاديثك الصغيرة. مَن يهتم بسخافاتك ويلتقط ما تساقط منك سهواً ويحفظ أسرارك ويصونك في الوقت والوعد.
مَن يلاطف ظلك حين تشقى ويسكن إليك حين العاصفة والحرمان.
مَن يقول لك: ادخل جيبي وبيتي وقلبي، وابنِ لك غرفة. ارسم نهراً وازرع شجرة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي