No Script

قيم ومبادئ

تركيا والإسلام السياسي

تصغير
تكبير

لمعرفة ما يجري في السياسة الخارجية التركية الإيرانية الروسية وقطبها تل أبيب، لا بد من معرفة مكونات المجتمع التركي الحديث الذي يحلّق بأكثر من جناح خصوصا بعدما اتضحت الخطوط العريضة لتركيا التي يراد لها أن تكون بوابة العرب والإسلام السياسي ووجهته لأوروبا والعالم الخارجي لاسيما بعد فشل مشروع «الربيع العربي» وانحسار ورتابة الطرح في قنوات الاتجاه المعاكس التي فشلت بتقديم البديل الناجح لأوضاع المنطقة، فضلاً عن رتابة الطرح الذي سئمت منه الجماهيرالعربية، بالإضافة إلى المفارقة الكبيرة بين الطرح الإعلامي وبين ما يجري على الساحة في تلك البلاد! واين موقع الاسلام السياسي ودعوة الاخوان المسلمين في تركيا؟

تركيا بعد السلطنة العثمانية:


 إن الحديث عن تركيا عبارة عن الوقوف على محيط متلاطم الأمواج وسط رياح الأفكار والمناهج المتقلبة الاتجاه، حيث إن التاريخ ينبئنا بمحاورالاستقطاب والبؤر الفاعلة في الساحة، بدءاً بتكالب الدول والأحزاب عليها بعد تضعضع قوة السلطان عبدالحميد خصوصا بعد انضمام صهر السلطان، الداماد محمود باشا وولديه صباح الدين ولطف الله لجمعية الاتحاد والترقي بعد فرارهم إلى باريس أواخر عام 1889، وكان ذلك بمباركة جمعية الاتحاد والترقي وبروز دور اليونان وتحديداً سالونيك في مقدونيا التي كانت مسرحاً للدسائس الدولية والمشاكل الدائمة حيث برزت جمعية الحرية العثمانية التي تم تأسيسها في دمشق على يد عدد من الضباط المرابطين هناك ثم تبلور العمل بصورة أوضح بعد الاتصال بالمحافل الماسونية العاملة هناك التي تلقت التبرعات من اليهود الشرقيين (السفارديين) الذين نزحوا من الأندلس في القرن السابع عشر وأطلق عليهم بعد ذلك يهود (الدونمة) حيث استمر عملهم السري وسعيهم لإسقاط دولة الخلافة العثمانية.

محاورالاستقطاب في تركيا:
 جمعية الاتحاد والترقي جمعية سرية ولها أيديولوجية علمانية ومناهضة للخلافة تأسست 1889 من مجموعة من طلاب كلية الطب ثم تحولت إلى منظمة سياسية أسسها بهاء الدين شاكر بين أعضاء تركيا الفتاة في عام 1906 أثناء انهيار الدولة العثمانية ووصلت إلى سدة الحكم بعد الانقلاب على السلطان عبدالحميد في 27 أبريل 1909 ومن ثم ورطت الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى ما أدى إلى سقوطها وتقاسم الدول الأجنبية أراضيها.

حركة عبدالله كولن:
أتباع مدرسة سعيد النورسي (بديع الزمان) الصوفي وهي حركة لها امتداد جماهيري واسع يتخطى حكومة رجب طيب أردوغان وهم أتباع بديع الزمان النورستاني الصوفي النقشبندي الماتريدي العقيدة المخالفين لأهل السنة والجماعة القائلين بأن معرفة الله تعالى واجبة بالعقل ولا حاجة للرسل وأن التحسين والتقبيح ليس بالشرع وإنما بالعقل، وهذه أفكار المعتزلة نفسها.
ولا بد للإنسان من معرفة الحكمة في كل الأمور خصوصا أفعال الله تعالى وأن من شروط صحة الإيمان أن يعرف المسلم كل مسألة بدليلها العقلي والقطعي، ولا شك بأن هذا عين التطرف والغلو الذي جاء الشرع بخلافه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «مذهب أهل السنة والجماعة مذهب قيم معروف قبل أن يخلق الله تعالى أبا حنيفة ومالكاً والشافعي وأحمد فإنه مذهب الصحابة الذين تلقوه عن نبيهم صلى الله عليه وسلم ومن خالف ذلك كان مبتدعاً عند أهل السنة والجماعة».
وسنتعرف على بقية التيارات الفاعلة بالساحة التركية في الأسبوع المقبل.

dr.aljeeran2017@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي