No Script

كلاكيت الصدمة المفتعلة

تصغير
تكبير

المخرج يضرب بـ «الكلاكيت» معلناً بدء التصوير، لكنه على غير العادة لم يكتب عليه اسم المشهد ولا رقمه ولا توقيته، ربما لأنه مشهد يتكرر كثيراً في بلادنا.
ما إن سمعنا صوت انصفاق دفتي «الكلاكيت»، حتى مارسنا «الصدمة المفتعلة»، وبدأنا إطلاق أصوات تشبه أصوات الجمهور في مسلسلات «الست كوم» الأميركية... وبصوت واحد صرنا نقول «أووووووووه»... ثم «نوووووووو»... ونتبعها بـ «آاااااااااا»... بينما حامل الكلاكيت يقهقه بهدوء «هه هه هه» ويرمقنا بنظرات «مش ولابد».
الشهادات المضروبة والمزيفة والمزوّرة والملعوب فيها... وكذلك شهادات من يستأجر طالباً بديلاً يحضر المحاضرات باسمه ويخوض عنه الاختبارات، كل هذا شائع و... «قديم قديم قديم... بصوت أبو بكر سالم»، ولكننا باحتراف جمهور «الست كوم» أطلقنا مختلف أصوات وتعبيرات الاستغراب بشكل يوحي للناظرين إلينا من بعيد أننا بالفعل تفاجأنا!


ألا تذكرون بعض الطلبة الدارسين في الخارج عندما يحملون معهم بعد انتهاء كل عطلة صيفية أجهزة الفيديو وبعض الهدايا الأخرى يعودون بها إلى الدول التي يدرسون فيها؟ ألا تذكرون كم حمل أصحاب الشهادات المضروبة الموبايلات (الغبية) معهم ثم واكبوا تطور الزمن واستبدلوها بـ «الذكية» وأخيراً «الكاش» الذي صار سيد الموقف؟!
ألا تعلمون أن هناك (ربما هناك... لأسباب قانونية احترازية) شيوخاً ونواباً ومسؤولين يحملون شهادات «فشنك»؟ من صجكم (تفاجأتوا) فيهم؟ ألا تذكرون أن التزوير والعبث مورس حتى في شهادات المرحلتين المتوسطة والثانوية و... «اللي ما عنده شهادة كويتية يدبر شهادته من برة» وهو في بلده... ويكمل طريق الدراسات العليا بنجاح.
كل هذه الممارسات مرت علينا وشاهدناها، ومع ذلك باركنا بمصافحات حارة لحملة الدكتوراه المضروبة وقدمنا مواقعهم في مجالسنا، وشنّفنا آذانهم بنداءاتنا لهم (دكتور... دكتور) وبعدما كنا شهوداً صامتين على ما جرى، نعلن اليوم بكل براءة امتعاضنا وغضبنا.
ونجلس وننتظر بهدوء صوت انصفاق «الكلاكيت» القادم مع قضية قادمة جديدة أو قديمة... لا يهم ما دمنا سنطلق أصواتنا التعبيرية معها بكل ذمة وإخلاص.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي