أعترف بأنني من مدمني متابعة برنامج الإعلامي المعروف عمرو أديب كل ليلة تقريبا. بدأت في ذلك منذ أيام الدراسة في كندا حيث كانت لا تصلنا في ذلك البلد البعيد أيامها إلا بعض القنوات التلفزيونية، وكان برنامج «البيت بيتك» إذا لم تخني الذاكرة هو نافذتنا على كل ما يحصل في مصر العزيزة والعالم العربي. ورغم اختلافي الشديد مع الكثير من الرؤى السياسية للأستاذ أديب، إلا أنني أشهد له بالتميز في عمله وسعة انتشاره وسهولة توصيل معلومته لجمهوره بما له من قفشات جميلة وأسلوب شعبي قريب من القلب.
ومن الثوابت في برامج الأستاذ أديب، ما يقوم به من عرض مشكلة من مشاكل أحد الأجهزة الإدارية أو الخدمية في مصر، ونقد القصور في عملها نقداً لاذعاً، متبعاً ذلك بالاتصال بالمسؤول عن تلك الجهة محل الانتقاد، ويجري معه حواراً لا تخرج منه إلا بنتيجة واحدة، أن الجهاز يقوم بعمله على أكمل وجه، وأن القصور هو في تعاون أجهزة الدولة الأخرى، و«كل حاجة تمام يفندم وفل الفل». لتخرج من ذلك الحوار بأسئلة أكثر عن هذه الأجهزة التي تخلي جميعها مسؤوليتها عن كل ما هو سلبي في البلاد، ليبقى السؤال الأهم: لو كان الكل «سليما»... فأين الخلل؟
تذكرت كل هذا وأنا أقرأ تقرير الزميلة «القبس» عن عدم تعاون الوزارات الأخرى مع توجيهاتها بخصوص تطبيق الإصلاحات المالية والاقتصادية، حيث ذكرت أن هنالك فارقا مستمرا بين الإيرادات والمصروفات بما يفاقم من العجز، مع تأخر في الرد على مشروع إعادة تسعير الخدمات العامة، ناهيك عن أن نسبة عدم الالتزام بتطبيق الميزانيات متوسطة المستوى قارب الـ 95 في المئة... فقط!