رواق

«بيبي»...

تصغير
تكبير

ساعتان بين خبري القبض على الزميلة بيبي الخضري، والإفراج عنها كفيلتان بإعادة ساعة الزمن لعقود وأزمنة غابرة!
مثلما قيل إن تقدم أي بلد عموماً يقاس بمعيارين: وضع المرأة ووضع الصحافة فيه، وخلال ساعتي اعتقال الزميلة بيبي اكتشفنا أن معاييرنا الضخمة صغرت حتى صارت «بيبي»!
بعيداً عن تفاصيل الاعتقال التي جانبها الصواب في الكثير من جوانبها، وتفاصيل تصويب الخطأ في آلية الإفراج نستذكر تاريخاً طويلاً بين مشادات رجال الأمن والصحافيين عموماً والصحافيات خصوصاً، وهي مشادات كان لي منها نصيب في المضايقات، أما أن يتطور هذا التاريخ ليصل إلى الاعتقال، فهو ردة على التطور الطبيعي للمجتمع بالتخلّف!


باختصار ومن دون فلسفة، عانت المرأة لعقود من غياب حقوقها السياسية، وعانت الصحافة من احتكار التراخيص ومصادرة حرية التعبير، ومع ذلك لم نشهد اعتقال امرأة بتهمة ممارسة طبيعة عملها الصحافي!
أما وقد شهدنا الحدث الحديث، لم يشفع وصول المرأة إلى مقاعد السلطات التشريعية والتنفيذية وقريباً القضائية لنعترف بدورها الطبيعي في ممارسة مهنتها ميدانياً في المجتمع، ولم يشفع التوسع في تراخيص المطبوعات وظهور منصات إعلام حديث للإيمان بحرية الوصول للمعلومة وتداولها، بما يتناسب مع روح العصر لنتراجع إلى الخلف بدلاً من التقدم إلى الأمام!
التراجع سهل جداً، لكن التقدم صعب، وفي الكويت كنا «كل يوم نحط لبنة على لبنة» لتشييد بناء حضارتنا بركنيه النسوي والصحافي ثم هدمه، عليه وعلى أعدائه أيضاً في ساعتين!
وبين الساعتين فاح عبير زهرة إعلامية تفتّحت، تستحق أن يسلّط عليها الضوء، أن تكرم بدل أن تعاقب، زميلتنا بيبي الخضري، كم كنا نتمنى أن نكتب عنك في ظروف أفضل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي