رواق

«العيد عيدين»...

تصغير
تكبير

«العيد عيدين»، و«الشعب شعبين»، في العيد، تحت الحظر الكلي، كنا شعب «بيتوتي» وشعب «شاليهاتي» وبعد العيد، في العيد الحقيقي، فك الحظر الكلي، والعودة للحظر الجزئي من ستة لستة، نسي الشعب «البيت وأيامه» وانطلقوا بسياراتهم في الشوارع: إلى محطات البنزين، إلى مكائن السحب الآلي في البنوك، إلى البقالات، إلى المقاهي... إلى الأمام... إلى الأمام!
«العيد عيدين»، و«الشعب شعبين»: شعب يعلن، وشعب يتلصّص، شعب يتفاعل، وشعب ينفعل، شعب يفعل، وشعب ينتقد ما يفعله الشعب الآخر، ويكيل له التهم جزافاً على أفعاله المعلنة، وهو مثله تماماً يفعل الأشياء نفسها إنما في السر!
«العيد عيدين»، و«الشعب شعبين»: شعب يقف في الطابور، وشعب يراقب الطابور، وينتقد الواقفين فيه، ولو تحرّكوا ومضى الطابور سريعاً وصار أقصر لانضم لهم!


تعرف إيه عن المنطق؟ المنطق يقول إنه لا أحد ضمن الواقفين في طابور البنزين يحتاج البنزين، ولا أحد في طابور البنوك يحتاج إلى الفلوس، لكنهم جميعاً في حاجة إلى الحياة!
والخطر؟ جميع الخارجين يعرفون ويعون تماماً المرض وأخطاره، ويدركون خطورة ما فعلوه، رغم أخذ احتياطاتهم، لكن في حياتهم ما يستحق المخاطرة، من أجل تنفس هواء الحرية ولو عن بعد... «من ستة لستة»!
لنلتمس العذر للشعبين حين توحدا وانفجرا انفجار شعب واحد ولو في اتجاهين، فهي لحظات محدودة في أيام معدودة ينفسون فيها ويتنفسون ثم يعودون إلى قائمة: افعل ولا تفعل الصحية الطويلة ولو أهملوها قليلاً، كما فعل غيرهم، ربما تأخرنا، وربما استعجل غيرنا، لكن الأكيد أن لكل شعب وضعه وظروفه، فما بالك إن كانت هذه الظروف لشعبين؟
لم تقرر دول وحكومات كثيرة فرض حظر التجول، بل تركت القرار رهن الوعي المجتمعي، الذي اختار الحجر المنزلي والعمل عن بُعد، وعندنا «وعي المجتمع انهزم يا رجالة»، لكنها هزيمة موقتة ستنتصر الإرادة بعدها، فنحن شعب محب للحياة، وإذا الشعب يوماً أراد الحياة... لننتظر القدر ونحكم إذاً من دون استعجال في توزيع الأحكام جزافاً!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي