هم لا يعرفون الفرق بين الحظر والحضر، لا يعرفون الفرقَ بين الضاد والظاء عموماً، ولا التاء المربوطة من التاء المفتوحة ولا الياء من الألف المقصورة، فكيف تتوقّع منهم أن يفهموا معنى الضرورة القصوى؟
الضرورات تبيح المحظورات، لكن اختلاط الضرورات بالمحظورات - أو «الظرورات بالمحضورات»، كما يكتبونها - وقوع في المحظور الذي سيؤدي بالجميع إلى الحظر، ولا عجب أن الذين يطالبون فيه هم أنفسهم الذين يخترقونه ويجاهرون بل ويستعرضون باختراقه، لأن الاستثناء صار القاعدة!
مع اقتراب مئة يوم من الحجر المنزلي، الذي أول قواعده العزلة، كانت المُخالطة سيّدة المرحلة، فالصدمة أدت إلى تضارب المصالح، والمصلحة العامة هي الضحية، منذ تعطيل المدارس والدوائر الحكومية وإبقاء المولات والمقاهي والمطاعم مفتوحة، حتى قرار غلقها وإبقاء خدمات التوصيل رايح جاي، حتى الحظر الجزئي الذي جعل الشعب يمارس هوايات المشي والجري والهرولة، والحكومة تهرول ونحن نهول في الوضع المهول حتى لم يعد لدينا ما نقول للشعب الذي يخوّف ولا يخاف!