رواق

الحظر إذا حضر

تصغير
تكبير

هم لا يعرفون الفرق بين الحظر والحضر، لا يعرفون الفرقَ بين الضاد والظاء عموماً، ولا التاء المربوطة من التاء المفتوحة ولا الياء من الألف المقصورة، فكيف تتوقّع منهم أن يفهموا معنى الضرورة القصوى؟
الضرورات تبيح المحظورات، لكن اختلاط الضرورات بالمحظورات - أو «الظرورات بالمحضورات»، كما يكتبونها - وقوع في المحظور الذي سيؤدي بالجميع إلى الحظر، ولا عجب أن الذين يطالبون فيه هم أنفسهم الذين يخترقونه ويجاهرون بل ويستعرضون باختراقه، لأن الاستثناء صار القاعدة!
مع اقتراب مئة يوم من الحجر المنزلي، الذي أول قواعده العزلة، كانت المُخالطة سيّدة المرحلة، فالصدمة أدت إلى تضارب المصالح، والمصلحة العامة هي الضحية، منذ تعطيل المدارس والدوائر الحكومية وإبقاء المولات والمقاهي والمطاعم مفتوحة، حتى قرار غلقها وإبقاء خدمات التوصيل رايح جاي، حتى الحظر الجزئي الذي جعل الشعب يمارس هوايات المشي والجري والهرولة، والحكومة تهرول ونحن نهول في الوضع المهول حتى لم يعد لدينا ما نقول للشعب الذي يخوّف ولا يخاف!


تضاعفت أعداد الإصابات ووصلت إلى الطاقم الطبي والفرق التطوعية، وسُجّلت الوفيات يومياً ونحن نتسوّق يومياً في الجمعيات، ونجرب أحدث نكهات الحلويات وسيسجّل لنا التاريخ أننا اعتبرنا القرقيعان ضرورة قصوى، كما اعتبرنا «قريش» قبله، وكذلك سنعتبر العيد، ونستعرض مخالفاتنا في «السناب شات» ثم نطالب بمعاقبة المُخالفين في «تويتر»، لا فرق، طالما أن الكثير لا يفرّق بين الضاد والظاء والتاء المفتوحة والمربوطة والألف المقصورة والمدودة، فليس أمامنا ألا أن نمد أيدينا إلى السماء لندعو مجيب الدعاء أن يحضر الحظر من حيث لا ندري ولا نحتسب، فالتاريخ الحديث والمعاصر والجغرافيا الآسيوية والأوروبية أثبتت لنا فشل مناعة القطيع، ونجاح العزل التام والحظر الكلي، ومع ذلك لا شيء مضموناً فعلياً هنا فالكويتي غير... طبعاً غير واسألوا نبيل شعيل!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي