رواق

مزعلة النسا والأوانس

تصغير
تكبير

في قصيدة الأمير خالد الفيصل - التي تغنت بها حنجرة محمد عبده - «الله عليها عوّدت» استخدم عبارة «مزعلة النسا» للإشادة بمحبوبته في إشارة إلى أن النساء لا يزعلن إلا على من تتفوق عليهن كقاعدة عامة!
وهذه القاعدة على عنصريتها، تم الترويج لها من النساء أنفسهن، على اعتبارها سلوكا عاما، فيحاربن ويقاطعن من تفوقهن وتتفوق عليهن ليبدين مثل «مرت أبو» سنو وايت، التي تتآمر لقتلها لا لذنب سوى أن مرآتها أخبرتها بأنها أجمل منها!
يقال «ليس للمرأة الجميلة أصدقاء، بل عشاق من الرجال وأعداء من النساء» وماذا بعد؟


في قاعدة أخرى أن النساء الأقل حظا في الزواج أكثر شراً تجاه النساء، ولو كن معهن في النادي نفسه الذي يسمى ظلماً نادي العنوسة، وهو لقب يطلق على الذكور قبل الإناث، إلا أن ذكورية اللغة جعلته مسبّة في حق النساء، اللاتي أطلق عليهن لقب حريم «يا حرام»!
بعيداً عن موضوع ظلم المرأة - لأن جزءاً كبيراً منه يقع على المرأة التي تظلم نفسها بظلم غيرها، لتضع نفسها في خانة الغيورة والمقهورة في عين الرجال، الذين يرون المرأة الظالمة في خانة أدنى من المرأة المظلومة على يدها مهما ارتفع شأنها!- فإن الرجال يتعمدون استخدام الألقاب الاجتماعية مثل آنسة تجاه المرأة، التي يكرهون وألقاب محايدة مثل أستاذة تجاه من يحبون، ولو كانت الاثنتان من الفئة الاجتماعية نفسها فئة الأوانس!
يصرون على أن الأوانس أشد ظلماً إلا من رحم ربي، وفئة من رحم ربي لديهم تقتصر على فئة «مزعلة النسا»!
مؤسف أن ينقسم الرجال حول النساء... ويقسمونهم، لكن الأكثر أسفاً أن تنقسم المرأة حول نفسها فيضيق بعضنا بالبعض الآخر، بإطلاق البالونات والفقاعات المزعجة التي تتخاصم مع الحقيقة، في أن نصفنا يكمل نصفنا الآخر هذا لو أنصفه!
تتعامل بعض النسويات مع القضايا النسائية بعيداً عن أبعادها الإنسانية، فتضرب وتقصف المرأة الأخرى، وتسخسخ أمام الرجل الذي بدوره قد يكون مسخسخاً أمام المرأة المضروبة، فيتزايد عليها الضرب بلا سبب إنما بسبب هذه المرة!
فإذا أردت أن تعرف سبب ضرب الأوانس ابحث عن مزعلة النسا... اللهم اجعل كلامنا خفيفاً عليهن فلا يضربوننا و«لا يزعلون»!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي