كثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن المرحلة الامبراطورية، وهي المرحلة التي يقرر فيها الإنسان أن يكون امبراطوراً، لكن الرغبة ليست مرهونة بالقدرة، فليس كل مَنْ يريد أن يكون امبراطوراً يستطيع تحقيق ذلك!
في الأسطورة القديمة تقبّل الفتاة عدداً من الضفادع، حتى تصل إلى الامبراطورة وفي الحياة الحديثة، حتى تصبح امبراطوراً عليك أن تكون ضباً أولاً، إي والله، عليك أن تقوي مناعتك وتكون ذا جلد سميك كي تتصدى لخصومك وأنت تغني: هين هين يا الضبان.
الغناء بديل الصراخ والانسحاب بديل المواجهة، فالامبراطور دائماً: «شاري دماغه» وطرق شراء الدماغ لخصتها الدكتورة منى العصام في فيديو شهير تم تداوله بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، يتلخص في:
عدم الدخول في نقاش أو جدال لإثبات الصواب من الخطأ، تجنب الانفعال وسرعة الاستفزاز، ترك الكاذب يكذب من دون أن تجتهد لكشف كذبه المكشوف أساساً، إدراك عدم القدرة على إصلاح الكون والاهتمام بإصلاح الذات والبيت، فالكون الصالح يتكون من بيوت صالحة، وذات امبراطورية صالحة لكل زمان ومكان!
حين تدرك أن الجاهل جاهل، ولو كان مثقفا، والغبي غبي، ولو وصل إلى أعلى المراتب، سترحم نفسك من الحروب النفسية وتمضي في الحياة قدماً مهما واجهتك من مصاعب خلّفت خلفها ضيقة محدودة!
حين ترى الصراع والخداع يشتد حول أشياء لا قيمة لها في الحياة ولا تدوم، مثلما الفرح لا يدوم والحزن لا يدوم والقضاء والقدر، حين يقعان يكون في الأمر «خيرة»... تصل إلى المرحلة الامبراطورية.
كلام الدكتورة منى يلخص كتاباً للدكتور خالد بن صالح المنيف، وصُنّف بأنه من الكتب الأكثر مبيعاً، يقول فيه إن كلمة يصف فيها المرحلة ترمز الى أمرين: الفخامة والروعة، وخلص في الكتاب الذي لم أقرأه إلى أن بإمكان كل شخص أن يعيش حياة فخمة تليق به، لا يسعى فيها لإرضاء أحد، وأن سعيه لإرضاء ذاته يكثر، ولو انقهر المقهورون الذين لا تقهرهم إلا الامبراطورة!