رواق

إياك أن تفكر!

تصغير
تكبير

اختصرها الشاعر حمود البغيلي في قصيدة قديمة: لا تفكر... خل الحكومة تفكر عنك... أو فكر... بكل شي إلا الحكومة!
ومع ذلك عادت الحكومة من جديد لتستعين بالشعب كي يفكر، وذهبت إلى أبعد من ذلك، أن يقترح وبعد؟ من ينفذ؟ الشعب والا الحكومة؟ أم ستذهب أدراج الرياح مع الخطط الخمسية والخمسينية، ولن ترى منها إلا الشاي في الخمسينة وعجبي!
***


الاختصار الثاني كان من نصيب الزميل رئيس التحرير حين كتب مقالاً عنوانه «حسوا فينا حسحسونا»، وتكملة العبارة المسرحية الشهيرة «ناسينا ناسينا ناسينا»، ولا نعرف من نسي من؟ هل نسيت الحكومة أن لديها شعباً وتذكرت أخيراً أم نسي الشعب أن لديه حكومة حتى ذكرته باقتراحاتها السافرة لرسالة مبطنة عنوانها «روحوا قولوا له ترانا ما نسيناه»، وسواء تذكرنا أو تذكرت أو حسينا أو حست فكل الأحاسيس والذكريات مصيرها النسيان!
***
الاختصار الثالث والأخير جاء من الشارع، فكل الحلول تبدأ من الشارع وإلى الشارع تنتهي، لأن عجلة التنمية لا تدور على شوارع «حتى زفتها مش زي الزفت»، حتى صار هم الشارع واهتماماته وأقصى طموحاته «زفت»!
الشوارع «الخربانة» لا تؤدي إلى مبان سليمة والأرضيات الفاسدة لا تعلوها أسقف صالحة، والبنية المدمرة لا تصلح أن تكون معمرة، والأشجار المثمرة لا تنبت من جذور هشة، بل حتى الطيران ينطلق من الأرض، لذا حكومتنا العزيزة - بارك الله فيها - «خليكم عالأرض» على رأي نجوى كرم، فلا تفتشوا عن الاقتراحات الجديدة قبل تنفيذ القديمة، إلا إذا كان مصير الجديدة مثل القديمة «في البدروم يا شابة ندفنيها»، فنحن «دافنينوا سوا»، أما أنت عزيزي المواطن فإياك أن تقع في فخ التفكير، كل الذين فكروا من قبلكم نالهم ما حذر منه المتنبي قبل أن يقول «وأخ الجهالة في الشقاوة ينعم» فبعيداً عن العقل وشقائه وتفكيره واقتراحاته قولوا لأخ الجهالة: نبي ناكل وياكم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي