رواق

كل 2 أغسطس وأنتم بخير... والكويت بخير

تصغير
تكبير

هي ليست مناسبة نتبادل فيها التهنئة والتبريكات، لكنها مناسبة نستذكر بها ما لم ننساه من مواعظ وعبر في إمكانية تحول أي شيء في العالم إلى نقيضه في غمضة عين، الصديق عدو، والحليف محتل، وبات المرء «ما يعرف منو طقاقه» كما يقال باللهجة الكويتية.
قرابة ثلاثين عاماً والكويت حافظها ربها، تستذكر غزوها عاماً بعد عام بطريقة «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا»، مو استنزاف للهبات والقروض والمطالبة بالمزيد منها، مع رفع الرواتب من دون ضرائب ولا ادخار مع وقف القروض والمساعدات الخارجية، وطرد الوافد بعد المحتل وغزو الفضاء، فالكويتي الذي حررته إرادته بمساعدة القوى العظمى ما عاد يرضيه إلا أن يكون كل مواطن قوة عظمى في حد ذاته!
الزميل محمد اليوسفي قدم للمكتبة الكويتية مادة وثائقية جميلة في ثلاثة أجزاء جاء ثالثها بعنوان: من الاحتلال إلى الاختلال، فوضع إصبعه على موطن الخلل: الاختلال وهو أمر طبيعي أن يصاب به كل مصاب بمصاب جلل أو مصيبة فما بالك بكارثة مثل الغزو؟


من بعد الغزو، وهي عبارة زمنية فاصلة تفصل كل ما سبق اللحظة الكارثية المزلزلة للعالم بأسره وليس للكويت أو الكويتيين عما سبقها، تجاوز العالم الغزو، تركه في صفحة من صفحاته وطواها!
سيادة الكويت خط أحمر يتساوى أمامه الصديق مع العدو والكيل بمكيالين، لأي مساس به يندرج تحت خانة الاختلال المستمر منذ الاحتلال، علاوة على ذلك فإن الحديث عن تاريخ أبعد من الغزو وتجاهل الغزو كحقيقة ثابتة، عبث بالتاريخ والجغرافيا معا وهدر للوقت!
يعود علينا 8/‏2 ونحن نتخاصم ونتصالح ونتقاتل ونتراجع ونتعارك ونتشارك، لكننا مع ذلك كله بخير والحمدلله كمواطنين في أوطاننا، لكن الأهم أن تكون الكويت الوطن بخير عاما بعد عام!
وبمرور ذكرى الغزو وتحولها إلى ذكرى في وسائل التواصل الاجتماعي، صرنا في حاجة ماسة إلى إضافة درس عربي لدروس الغزو الكثيرة!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي