هي ليست مناسبة نتبادل فيها التهنئة والتبريكات، لكنها مناسبة نستذكر بها ما لم ننساه من مواعظ وعبر في إمكانية تحول أي شيء في العالم إلى نقيضه في غمضة عين، الصديق عدو، والحليف محتل، وبات المرء «ما يعرف منو طقاقه» كما يقال باللهجة الكويتية.
قرابة ثلاثين عاماً والكويت حافظها ربها، تستذكر غزوها عاماً بعد عام بطريقة «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا»، مو استنزاف للهبات والقروض والمطالبة بالمزيد منها، مع رفع الرواتب من دون ضرائب ولا ادخار مع وقف القروض والمساعدات الخارجية، وطرد الوافد بعد المحتل وغزو الفضاء، فالكويتي الذي حررته إرادته بمساعدة القوى العظمى ما عاد يرضيه إلا أن يكون كل مواطن قوة عظمى في حد ذاته!
الزميل محمد اليوسفي قدم للمكتبة الكويتية مادة وثائقية جميلة في ثلاثة أجزاء جاء ثالثها بعنوان: من الاحتلال إلى الاختلال، فوضع إصبعه على موطن الخلل: الاختلال وهو أمر طبيعي أن يصاب به كل مصاب بمصاب جلل أو مصيبة فما بالك بكارثة مثل الغزو؟