وكأن الشدادية ليست في الكويت!
هكذا تصورنا أو هكذا صوروا لنا منذ الألفية السابقة، باعتبار أن الشدادية «حتة مقطوعة» مثلما كان مجمع 360 «حتة مقطوعة» أيضاً، وكان مجمعا النقرة الجنوبي والشمالي «وسط البلد» بالمفاهيم الكويتية، التي غيرت وجهتها من السالمية إلى سوق شرق ثم إلى «الأفنيوز» فالتغيير سنة الحياة.
لكننا اعتدنا أن نرفض التغيير إلى درجة الدعاء «الله لا يغير علينا»، رغم إيماننا المطلق أن «الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»
أطلت المقدمة التي دسست فيها نفسي ومشاعري وأنا أدعو ربي ليل نهار ألّا أدرس في الشدادية عندما كنت طالبة جامعية، ثم استثقلت الدعوة التي لبيتها قسريا بدافعي «المعزّة» و«الفشلة»، فأجلتها بقدر ما تحتمل التأجيل حتى كانت!
بعد تأخير غادرت منطقة سكني غرب مشرف السادسة «الا ثلث»، في حين كان موعدي مع الدكتورة أنوار الإبراهيم التي سألتقيها للمرة الأولى في السابعة!
ولأن «الانطباع الأول يبقى للأبد» آثرت ألا يكون انطباعاً مشوباً بعدم الالتزام والدقة في المواعيد لكنني تريثت في الاتصال والاعتذار عن التأخير قبل ان استشير العم «غوغل ماب» الذي فاجأني بتأكيده ان «مسافة السكة» لا تتعدى السبعة عشر دقيقة «ياما انت كريم يا عم غوغل»، يعني سأصل في الموعد و«تبيض وجهي» أمام الدكتورة العزيزة كي ترضى عليّ وتتوسط لي عند والدتها كي ألتقيها وأعبر لها عن شديد إعجابي، الذي سبق أن عبرت عنه في مقالة عنوانها «ماريا المجد» و«كرمال عيون مارية تكرم عيون انوار» اللهم أكرمنا بكرمك يا رب لنصل وفق التوقيت المحلي لساعة بيغ بن.
بين خريطتي غوغل وخريطة وصف الدكتورة الهاتفي كان الطريق سالكاً على الدائري السادس الذي كنت اقصده دوماً تجنبا لزحام الدائري الخامس، كنت أرتعب من أن يصبح أكثر زحمة حتى وصلنا إلى البوابات الثلاث، فضاعت البوصلة لمحاولة الدخول من البوابة غير الصحيحة، بسبب التباس الأمور عندي بين غوغل والدكتورة حتى وصلنا ضالتنا المفقودة: بوابة الدخول!
أطرقت متأملة البوابة نفسها مستذكرة بوابات: الشويخ والخالدية وكيفان والعديلية فتفوقت البوابة الجديدة على سابقيها حين دلفت منها ثم كانت المفاجأة: لم تكن الدكتورة أنوار وفريقها بمفردهم في الجامعة التي يقيمون فيها أكثر من بيوتهم، بل إن الدكتورة حملت بيتها إلى جامعتها، فكانت ماريا المجد تسبقني إلى جامعة الشدادية... وللحديث بقية!