ضوء

السمات الابتكارية

No Image
تصغير
تكبير

نعم نحن في أمس الحاجة اليوم إلى الإبداع والابتكار، وعلينا أن نفكر في خلق الأجيال المبدعة، لكي تخرج مجتمعاتنا العربية من الدائرة المغلقة التي تحاصر عقولنا وأفكارنا وحياتنا كلها.
لذلك علينا أن نفكر خارج الصندوق أو خارج عن المألوف وكيف ننمي الإبداع ونوظف الابتكار، وأوجه الابتكار متعددة، وتشمل التفكير والسمات والاتجاهات والسلوك وغيرها ممن علينا اقتران الابتكار به، وتطرقنا في مقال سابق إلى التفكير الابتكاري، وفي هذا المقال نطرح مفهوم السمات الابتكارية.
لقد حددت الكثير من الدراسات مفهوم السمة بأنه: الصفة الجسمية أو العقلية أو الاجتماعية الفطرية أو المكتسبة التي يتميز بها الفرد، وتعبر عن استعداد ثابت نسبيا لنوع معين من السلوك.
وأوضح (البورت) أن هناك بعض الخصائص للسمة، فهي عادات على المستوى الأكثر تعقيداً، وهي أكثر عمومية من العادة، دينامية في طبيعتها، ويتحدد وجودها تجريبياًَ وإحصائياً من خلال الاستجابات المتكررة للفرد في المواقف المختلفة. والسمات ليست مستقلة عن بعضها البعض، لكنها ترتبط في ما بينها ارتباطاً موجباً، وهو مفهوم أو اصطلاح يصف الأساليب السلوكية في مواقف اجتماعية معينة، وتتسم تلك الأساليب السلوكية بالثبات النسبي والعمومية.
ويقول الباحث محمود منسي: من الطبيعي أن السمات ذاتها لا تُرى لدى الشخص، لأنها تعتبر بمثابة متغيرات وسيطة يمكن الاستدلال عليها من خلال السلوك، وهذا السلوك يتأثر بدوره بالحاجات والدوافع والقيم والمعتقدات، والصفات المزاجية الشخصية للفرد والخبرات والتربية الأسرية.
وأثبتت العديد من الدراسات أن السمات الابتكارية هي نوع من السلوك الابتكاري الذي يتأثر بالسياق النفسي والاجتماعي والوجداني والمعرفي لكل فرد على حدة، ما يؤدي إلى وجود فروق بين الأفراد والجماعات.
وتُعرّف السمة الابتكارية بأنها صفة أو خاصية ذات دوام نسبي، يتميز بها الأفراد المبتكرون بدرجة تفوق الأفراد العاديين، ومن هذه السمات: الثقة بالنفس، حب التجديد، المرونة، العقل الناقد، الاستقلالية، عدم المسايرة، وحب الاستطلاع.
أما أهم السمات الإبداعية التي أضافها الباحث عبدالرحمن العيسوي عام 1985، فهي التفضيل الواضح للأمور المعقدة وتقديرها في مقابل البساطة، الانفتاح على الخبرات، حب التغيير، حب الحرية والاستقلالية، القدرة على الحدس، وعدم الامتثال لآراء الآخرين.
وأضافت قائمة (ديفيس ورم) في عام 1989، بعض السمات: كالتأمل، والصراحة، والحدس، والطموح، وسعة الأفق، والمثابرة، وتحمل الغموض، وتحمل الاختلاف، وحب التجديد، وتنوع الميول وتعدد المواهب، والميل إلى التحليل والاستدلال، والتمعن في الأفكار الجديدة، والفعالية والنشاط.
وعلينا أن نتساءل كيف يمكن أن نصنع أجيالاً وأجيالاً تتوافر فيها السمات الابتكارية وتمارس التفكير الابتكاري في حياتها اليومية؟
والجواب معني به كل فرد في المجتمع، من أكبر مسؤول في الدولة حتى أصغر فرد، خصوصاً العاملين في التربية الذين تقع عليهم المسؤولية الكبرى، وأولياء الأمور، وكل مسؤول يهمه مستقبل الإنسان والأوطان.

aalsaalaam@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي