في حفل تكريم الملحن الكبير أنور عبدالله أنشد الفنان عادل الماس أغنية الصوت الجريح لعبدالكريم عبد القادر «محال» ناقصة شطر، ففي مقطع «فكرت أنا فكرت... قررت أنا قررت... هذا بعد تفكير» نسي أن يقول «أنسى أنا حبك» وحتى في الإعادة اكتفى بـ«أنا حبك» ناسياً «أنسى»!
رغم ارتباك الماس واعتذاره إلا أن الأغنية بدت أجمل بنقصانها، بعض النقصان زيادة، بعض النقصان أجمل «وكل زود نقص» كما يقال.
من دون نقص أو زيادة يقال إن الفنان الناجح أعماله تكون أشهر من اسمه، وهذه المقولة تنطبق على أنور عبدالله الذي صنع نجوماً في سماء الفن وقدم ألحاناً موسيقية لها تأثير في نقلنا من عالم إلى عالم ومن حال إلى حال، كما حصل أمس بإشارة من المايسترو الفخم أحمد الحمدان وعازفي الناي والكمان اللذين لم نعرف اسمهما، زاد فخامة المشهد عندما صعد أنور عبدالله مسرح تكريمه، ليكرمهم بعد أن احتضن عوده وهو يجر صوت «الصوت الجريح» بنفسه «الا والجرح أكبر من زماني»!
الزمن يجرح والموسيقى تداوي كما حصل أمس، وحين اعتلى المسرح الفنان القدير محمد البلوشي، كشف أن أول أغنية غناها - قال مطربنا وغنى - كانت من ألحان أنور عبدالله، جملة البلوشي أعادتني نحو ربع قرن إلى الخلف، عندما كانت المذيعة الأشهر في الكويت نير?انا إدريس تقدم برنامجاً شهيراً مساء الخميس بعنوان ما يطلبه المشاهدون لكنها خصصت فقرة فيه لاستضافة صوت نسائي جديد يصاحبها في اللقاء مع أنور عبدالله، كانت الفنانة أحلام، دار الزمن، تقدمت أحلام تراجعت نير?انا محلياً ثم غادرت، وبقي أنور كما هو منير ينير دروب الأصوات الجديدة بألحانه، وما أضيق العيش لولا نور أنور، حتى في حفل تكريمه قدم الصوت النسائي الجديد دلال، احفظوا هذا الاسم جيداً!
اختصر بحضوره حفل انطلاقة مهرجان الموسيقى، وكان أبرز الحضور الشاعر القدير عبداللطيف البناي، الذي شكّل مع الملحن راشد الخضر الثنائي الأشهر لحقبة الثمانينات، ولم يقصر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تكريم ثنائي الإبداع بحفلات إبداعها في بساطتها التي لا ينقصها سوى تكثيف الإعلان عنها، خصوصاً أن حضورها بالمجان، ولكن هذا البخل الإعلاني مبرره كثافة الحضور فحفل أنور عبدالله، الله ينور كان حضوره مكتملاً تقوده نسائياً رفيقة دربه مي المتعب كعادتها تقف إلى جانبه ولا تتعب.
حفل بمثابة تظاهرة جماهيرية تنتصر للذائقة الفنية الراقية، مهما طال الغياب كما في كلمات الأغنية التي تغنى بها الفنان فواز مرزوق في الحفل «غيب وأنا أغيب ونشوف منهو اللي يتأثر» لا يتأثر!