رواق

صانع التاريخ

تصغير
تكبير

حضر الشهيد الشاعر فايق عبد الجليل بقوة في القمة التي انعقدت بين سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد والرئيس العراقي برهم صالح، إذ وجدت نفسي أردد وأنا أتابع تفاصيل الزيارة التاريخية ومدلولاتها بيتاً للشاعر الذي أسر واستشهد في الغزو، بعد أن قاد المقاومة بقصائده وأغانيه خلاله... «كبير الفرق ما بين أول لقاء وآخر زيارة»!
هو ليس اللقاء الأول ولا الزيارة الأولى لسمو الأمير إلى بغداد، فقد حضر سموه من قبل القمة العربية في بغداد التي انعقدت في 2012، لكنها الزيارة الرسمية الأولى لبحث العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية وسط أوضاع حرجة تمر بها المنطقة، وتكتسب الزيارة التاريخية أهمية مضاعفة في توقيت حصولها، 19 يونيو 2019 أي بعد 58 عاماً من استقلال الكويت، والعلاقات بين البلدين الجارين منذ ذلك التاريخ حتى آخر زيارة!
والمقصود بآخر زيارة هنا، زيارة المغفور له أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد إلى بغداد في 23 سبتمبر 1989، أي قبل نحو عام من الغزو العراقي للكويت، وقد حرصت على مشاهدة مراسم استقبال الرئيس المخلوع صدام حسين لأمير القلوب على اليوتيوب على وقع أغنية حماسية تقول كلماتها: «صدام يقول كويتنا تسلم»، وليتها سلمت منه في تاريخ أنصفها وأنصف بلاده من طموحاته التوسعية، وجنون العظمة فلكل ظالم نهاية مهما طال الزمان أو قصر فدوام الحال من المحال!


والتاريخ لا يكرر نفسه عندما تكررت الزيارة بعد مضي نحو قرابة ثلاثين عاماً تجددت العلاقات الكويتية القديمة مع عراق جديد تسلم زمام الحكم فيه الأقليات التي ظلمها وهمشها رئيسها المخلوع، فكانت شريكاً في المعاناة فتلاقت مشاعر الضحايا.
مشاعر كثيرة شعر بها أبناء جيلي الذين عاصروا الأطماع السابقة والطموحات التوسعية، وما نتج عنها من غزو وتحرير للكويت والعراق من طاغيته، عبرت عنها صورة تتحدث عن آلاف الكلمات احتلت الصفحة الأولى في «الراي» بمانشيت اختصر الكثير بعبارة واحدة تحمل بين حروفها القليلة معاني ضخمة: صباحنا يشرق في بغداد.
هناك من يسمعون التاريخ، وهناك من يصنعون التاريخ.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي