رواق

قهوتي وكيفي

تصغير
تكبير

«على أحد مفارق الطرق الرئيسية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة المحاصر، يقضي الروائي الفلسطيني هاني السالمي (40 سنة) معظم يومه على عربة صغيرة بنى واجهتها من بعض الروايات والقصص الموقعة باسمه...»، بحسب ما ورد في القصة المنشورة في الزميلة «الشرق الأوسط»، بعنوان «روائي غزاوي يبيع القهوة ويقدم الأدب ضيافة».
في اليوم نفسه كتب الزميل ساجد العبدلي تغريدة في تويتر مفادها: «‏أغلب الكتب التي يقوم المؤلفون والناشرون بإهدائها للناس من حولهم لا تتم قراءتها... مجرد نسخ مهدرة... والتكلف بصياغة وكتابة الإهداء على صفحاتها الأولى بيد المؤلف لا يغير كذلك من هذه المعادلة شيئاً».
ورد عليه الزميل محمد النغيمش، عبر تويتر أيضا، بالقول: «صحيح البعض لا يقرأ في كثير من الأحيان حتى ولو كانت نسخة مهداة أصلاً، ليس من اللائق أن تقول لمؤلف ما معناه: أريد نسخة مهداة منك (يعني لا أريد شراء كتابك)».


أطرقت متأملة الشعب الذي لا يريد شراء الكتب وهو يهدر يومه ليل نهار متذمراً من حرارة الصيف، التي لا تعيقه ولا تحول دون وقوفه لساعات في انتظار فنجان قهوة، وصل متوسط سعرها إلى خمسة دنانير (أكثر من 15 دولارا)، أي والله، ولا تسمح له انشغالاته في تصفح كتاب تكفيه ساعتان لقراءته، ويستكثر فيه خمسة دنانير لا يستكثرها على بن وماء وسكّر... صباحه سُكّر!
دع عنك اللائق وغير اللائق من فعل وقول، حين أسمع ويسمع غيري عبارات من نوع: نريد كتابك، المتوفر بكثرة في المكتبات، وهي عبارات تعني بصريح العبارة نريده بالمجان كي نصوره ونتصور معه، ويا حبذا لو صورنا صاحبة الكتاب مع كتابها وتوقيعها المطبوع عليه من دون وعد بقراءته... يا سلام!
وسط كل المعطيات والحكايات والسوابق قفزت إلى ذهني الفكرة، وأحذر من سرقتها، باعتبار حقوق الملكية مكفولة في المقالة، لافتتاح مقهى يبيع القهوة بخمسة دنانير ونص، (نص تكلفة القهوة وخمسة تكلفة الكتاب الذي سيوزع بالمجان) طبعاً الكتب الموزعة بالمجان هي كتبي وحدي، (عاد قهوتي وكيفي) مع توقيع وحضور ولو لساعات محدودة للتصوير، لربما وصلت أرباح القهوة (أم خمسة دنانير) إلى تأسيس دار نشر لا تنشر إلا كتبي (وكيفي)، وربما تطور الأمر في حال تزايد الأرباح لدخول موسوعة غينيس كأول دار نشر تطبع كتبها بالبن (كتبي وكيفي)، ليقرأه شعب يدفع للقهوة ما يستكثره على الكتب، رغم اقتناعه أن تصويرها مع القهوة يجعلها أجمل... مساء الجمال!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي