ضوء

توظيف الأدب الشعبي في أدب الطفل (2)

No Image
تصغير
تكبير

عالمياً وعربياً قام العديد من الكُتّاب والمؤلفين بتحويل التراث إلى مسرحيات وأفلام سينمائية وروايات وقصص وأشعار وأغان وألحان ورقص وإيقاع، كما ذكرنا آنفاً، وسنتطرق إلى الواقع المحلي وإلى الأدباء والكتاب والفنانين الذين استطاعوا توظيف التراث الأدبي أوالأدب الشعبي على الخصوص في أدب الطفل.
وسنأخذ بعض الأدباء والكتاب في البحرين كنموذج للتوظيف.
رواد أدب الطفل البحرينيون وممن قاموا بتوظيف التراث الشعبي في أدب الطفل:
في القصة والشعر والمسرح والدراما والإذاعة والتلفزيون والصحف:
لقد قام الكثير من الكتاب والأدباء بذلك التوظيف، وأولهم الشاعر علي الشرقاوي الذي استنبط من التراث الكثير من الأهازيج الشعبية وحولّها إلى أشعار وأغان، وبالطبع أبدع المؤلف راشد الجودر في تأليف سيناريو الأعمال التلفزيونية وبالأخص الأعمال الدرامية المستمدة من التراث المعروفة والتي توجهت إلى الصغير والكبير مثل البيت العود وملفى الأياويد وسعدون وغيرهم الكثير من الدراما التلفزيونية التي أثرت في الصغير والكبير على السواء.
والكاتب المعروف إبراهيم بشمي الذي وظّف التراث المحلي والعالمي بنجاح وإبداع في صياغة الكثير من الحكايات والقصص الموجهة للأطفال.
وجاء من بعدهم الكاتب إبراهيم سند ليثري عالم الطفل بمجموعة إصدارته القصصية الشيقة الثرية.
وكذلك الشاعر إبراهيم بوهندي الذي حول بعض القصص التراثية إلى مسرحيات مثل مسرحية (إذا ما طاعك الزمان طيعه) التي تدور أحداثها حول تراث الغوص وأخرجها محمد عواد وُعرضت بتاريخ 6 أغسطس 1973، ومسرحية (سرور) عن الصراع الأزلي بين الخير والشر التي قام بإخراجها الفنان العربي عبدالرحمن بركات، وقد فازت بالجائزة الثانية في مهرجان دمشق 1975.
ويعتبر عبدالقادر عقيل أول مؤلف ينخرط في أدب الطفل بكتابته (من سرق قلم ندى) 1977، أعقبه (الاتفاق) و(الغيمة السوداء) في 1980، وبعد عشر سنوات من إصداره الأول، وفي عام 1987 يعاود عقيل الكتابة للطفل ليسأل: (من يجيب على سؤال ندى؟).
وبالنسبة للصحف ومجلات الطفل فهي شبه معدومة في المشهد الثقافي البحريني، وللعلم صدرت في البحرين مجلة للأطفال بعنوان (مصطفى) في يناير 1995 وتوقفت التجربة للأسف في سبتمبر من العام نفسه، وحتى تجربة ملحق براعم الأيام الاسبوعية التي تعدها شيخة الخواجة للأسف توقفت أيضا، في حين أن الدول المجاورة وبالأخص الإمارات العربية المتحدة تعطينا نموذجاً ناصعاً على الاهتمام بالتراث وأدب الطفل بكل صوره ومجالاته.
الكاتب خلف العصفور أيضا له تجربة مميزة في أدب الطفل بإصدار مسرحية (اللعبة) 1982 ثم (وطن الطائر) و(العفريت) المقتبسة عن مصباح علاء الدين من العمل التراثي الخالد ألف ليلة وليلة 1983، وتم إخراجها في الكويت من قبل الفنان المرحوم منصور المنصور، وتم تقديمها في عدد من الأقطار كالإمارات والمغرب وفلسطين، ثم (ثعلوب الحبوب)، و(النخلة والأسد) عام 1987.
وبرز لدينا مجموعة من الفنانين التي أحبت المسرح ووهبت نفسها له، مثل: إبراهيم بحر، وخليفة العريفي وحمزة محمد وحمد الشهابي وحسن عبدالرحيم وفريد حسن ومحمد السلمان، وعبدالله ملك، وقدمت أعمال أحبها الصغير والكبير، لكن للأسف الكثير منهم توقف عن إنتاج مسرحيات الطفل، لأسباب عدة منها تكلفتها الباهظة، والحاجة إلى فريق العمل المتميز، والوقت والجهد الكبيرين، وكل ذاك يحتاج إلى الدعم المادي والأدبي من قبل الجهات الرسمية.
ولا ننسى الكاتب يوسف عبدالغفار أصدر من 1992 حتى 1996 مجموعة من قصص الاطفال هي: القطرة العجيبة، والرحلة القاسية، اللؤلؤة الهدية الثمينة، والسعادة الحقيقية.
وأبدع الكاتب مصطفى السيد في الحكايات التي تحث على المحافظة على البيئة والرفق بالحيوان بإصدارات (سلامة أطفالنا 93، مغامرات مها 96، منار والساحل الجميل 98)، وتبع خطاه الكاتب زكريا خنجي بإصدار (حورية البحر وحديث مع الشمس 96). وكم نتمنى أن تتحول قصصهم إلى برامج تلفزيونية للتوعية البيئية للكبير والصغير.
كما يقوم بعض الكتاب الشباب مثل د منى جناحي، بتقديم أفكار جديدة للأطفال، ويقوم الفنان رمضان محمد بتقديم مسرح العرائس ومسرح الدمى من الحكايات المقتبسة من التراث، حيث قام بتحول بعض الحكايات الواردة في العمل التراثي (حزاوي أمي شيخة أحلام الطفولة) للكاتبة أنيسة فخرو إلى مسرحيات مقدمة للأطفال في مهرجان الشارقة للتراث.
وعلينا تشجيع كل الكتاب الشباب للدخول في هذا الميدان لخلق الصف الثاني والثالث لضمان الاستمرارية في الإبداع للطفل.
والكاتبان عيسى أمين وخالد السندي وظفا التراث في كتاباتهما العلمية، والكثير من الباحثين مثل محمد علي الناصري وفاطمة السليطي وفاطمة الحوطي وأنيسة فخرو وظفوا التراث في الحكايات والأمثال الشعبية.
ويمكن أيضا توظيف التراث الموسيقي في خدمة المستمع الصغير والكبير على السواء، كما فعل كل من: الفنان جاسم الحربان الذي وثق التراث الموسيقي وحوله إلى إيقاع ورقصات إبداعية جميلة قُدمت في أغلب الأعمال التلفزيونية الدرامية التي تحدثت عن التراث الجميل واستمتع بها الصغير والكبير.
وكذلك الموسيقي مبارك نجم، والفنان وحيد الخان أيضا لهما تجربة في توظيف التراث إلى عمل إبداعي رائع للصغير والكبير.

aalsaalaam@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي