No Script

كلمات

تركيا تنتخب

تصغير
تكبير

تركيا تقدم للعالم نموذجاً مثالياً للممارسة الانتخابية الديمقراطية، فلا وجود لأرقام أونتائج النسب الكاملة 99.9 في المئة، في أي من الانتخابات، سواء كانت رئاسية أو برلمانية أو محلية بلدية، بل هناك أرقام منطقية واقعية لا مجال فيها للتشكيك أو العبث بنتائجها الأكثر شفافية على مستوى العالم.
الصراع في تركيا بين التيارين المحافظ والعلماني، يتجاوز حدوده التركية إلى العالم كله، فالتيار المحافظ يلقى التأييد من كل الدول والشعوب، التي تتطلع إلى أن تظل تركيا محافظة على هويتها التاريخية الدينية عبر مرشحيها للرئاسة والبرلمان والبلديات، فتركيا تمثل رمزاً تاريخياً دينياً للعالم الإسلامي، في حين أن أنظار العالم العلماني ودوله ومنظماته وأفراده وإعلامه يرى في تركيا رمزاً تاريخياً للعلمانية الحديثة المناكفة للدين.
المترقبون والمراقبون للممارسة الانتخابية في تركيا الأخيرة أو الانتخابات الرئاسية، كانوا على صنفين الأول تمثله الدول التي تراقب الانتخابات في كل الدول، وتتدخل في خصوصياتها وشؤونها الداخلية، وتعبث باقتصادها وربما تدفع بالمال السياسي لتوجيه مرشحين يمثلون أجنداتها السياسية، وتكون نسخة من سياستها مزروعاً في كل بقاع العالم حتى وإن كانت الممارسة الانتخابية نزيهة وشفافة ومثالية، والصنف الآخر المتابع والمراقب للممارسة الانتخابية التركية الأكثر غرابة، حينما يراقب ويوجه إعلامه، وهي في الأساس دول لا تعرف الانتخابات.
يبقى نجاح الممارسة الانتخابية في تركيا هو ضمان لاستقرار إقليمي في المنطقة الأكثر توتراً في العالم، وهي الشرق الأوسط، إلا أن البعض لا يريد لهذه البقعة الاستقرار، ويدفع بها نحو الفوضى، من خلال التدخل في شؤونها الداخلية لأن هناك من يرى كل نجاح سياسي لممارسة انتخابية في تركيا، أو حتى في أي دولة في العالم تهديداً لوجوده وكيانه السياسي، لا سيما الدول التي لا انتخابات لديها.

free_kwti@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي