Strong independent women... مصطلح تم تداوله أخيراً للدلالة على المرأة القوية المستقلة - ولنعتمد لها (م ق م) اختصاراً - على سبيل التباهي باعتباره صفة مدح وهو في واقع الأمر صفة قدح!
دع عنك مناهضي المرأة وحقوقها وقوتها واستقلاليتها وإنسانيتها... عموما الذين يعتبرونها مواطنة من الدرجة الثالثة بالفطرة، فهم ليسوا محل نقاش، وركز معي - رعاك الله - المدافعون عنها بمزاعم المساواة - دفاعهم اتخذ شكل اتهام، ووجب تجاهه الدعاء: اللهم احم المرأة من مؤيديها أما اعداؤها فهي كفيلة بهم!
ينظر الجميع بلا استثناء... بمن فيهم المرأة نفسها، المضادة للمرأة، وهي قضية أخرى دعها عنك جانبا هنا وركز على قضيتنا الأساسية وهي قضيتان: القوة والاستقلالية.
يتم النظر إلى القوة في المرأة بعين الريبة والشك، للتأكد منها، وعليها في سبيل إثباتها، التعرض إلى أصعب التحديات والمواقف والظروف، من دون أن يرف لها رمش أو يغمض لها جفن أو تنساب لها دمعة، للثبات والإثبات وكأن ليس من حق القوي أن يشعر أو يتألم!
وفي ذلك تناقض - ما بعده تناقض - في التعامل مع الدمع - على سبيل المثال لا الحصر - فهو للرجل هيبة ومشاعر متدفقة من الإحساس وللمرأة ضعف وهشاشة!
حسنا إذاً سيدتي المرأة لتكوني من فئة الـ«م ق م» عليك ألّا تتألمي أمام الذين يتفننون في إيذائك وتأمل أذاهم على أنه اختبار إثبات قوة فعليك الثبات!
هذا عن القوة فماذا عن الاستقلالية؟ عليك إذاً مواجهة الإنس والجن بمفردك من دون الاستعانة بصديق أو شقيق أو رفيق رجلاً كان أو امرأة، إنساناً كان أو حيواناً أو نباتاً أو جماداً حتى!
ينظر الجميع إلى قوة الرجل واستقلاليته من المسلمات، ولو لم تشر جميع الدلائل إلى عكسها، أما المرأة لتصبح «م ق م» فعليها أن تكون باختصار: يا جبل ما يهزك ريح، بعد تعرضها لكل الزلازل والصواعق والبراكين، والظروف المناخية كافة! يتحالف المجتمع بجميع عناصره كباراً وصغاراً ورجالاً ونساء لإضعاف المرأة القوية، في حين يعمل ساعياً لتقوية المرأة الضعيفة بمساندتها ومساعدتها ومؤازرتها و«الطبطبة» عليها، فينتج خديعة اخترعها لنفسه ليشرب المقلب بامرأتين: الاولى تبكي بعيداً عنه لتصمد أمامه وتقويه، يخشاها رغم أنها لا تهدده، لأنها تعطيه ولا تأخذ منه شيئاً، والثانية تبكي على صدره، فيمسح دموعها، وتسلبه كل شيء يخصها ويخص المرأة الاخرى «المحرومة»، وربما يخصه أيضا بعد أن شرب المقلب في قوته التي لا تهددها إلا قوة امرأة!
باختصار نحن نستقوي على المرأة القوية ونضعف أمام المرأة الضعيفة، وليس أمام المرأة المستقلة سوى خيار وحيد: الانحياز إلى أنوثتها في موازاة إنسانيتها، التي داس في بطنها أنصار «م ق م»، ومناهضو هذا اللقب الذي خدعوها به، حين اخترعوه وشربت هي المقلب!
وعلى رأي الفنان ابراهيم الصلال في أوبريت بساط الفقر: «اشرب يا كاويني»!