عندما كانت نسبة «يقرأ ويكتب فقط» كبيرة نوعاً ما في مؤهلات أعضاء المجلس التأسيسي، الذي أعدّ الدستور والمجالس التي شرعت جميع اللوائح والقوانين والتي لا تزال دولة الكويت تعمل بها، إلا أن تلك المجالس كانت تخلو من الحزبية البغيضة والفئوية والطائفية والقبلية. فكل النواب أصحاب حسٍّ وطني يسعون إلى نشر الإصلاح وتشريع قوانين تنقل الكويت من إمارة وراثية إلى دولة دستورية تسابق الزمن، فنادراً ما كان النصاب يُفقد، وقليلاً ما تُرفع الجلسات بسبب خروج النواب من القاعة، أو تراهم في صفوف الوزراء لتمرير المعاملات الخاصة.
ولا أذكر نائباً طالب بزيادة الرواتب أو الامتيازات للنواب، بل كانت مطالبهم لرفع مستوى معيشة المواطنين وزيادة رواتبهم، والإصرار على استمرار مجانية جميع خدمات الدولة للشعب، فكان الهدف واحداً، وهو خدمة الوطن والمواطنين.
أما اليوم ومع نواب الشهادات العليا من الدكتوراه إلى الماجستير إلى الجامعية في مختلف التخصصات - للأسف - تكاد تكون أهدافهم فئوية أو فردية، وخلافاتهم ليست في صالح هذا الوطن بل تكاد تكون شخصية بينهم وبين بعض، وتبادل اتهامات بشتى الألفاظ لخلاف في الفكر، لا اختلاف على مادة أو قانون، والصراخ والشوشرة وفقدان النصاب أصبحت من الأمور المتكررة في جلسات هذه الأيام.