في مسرحية «حامي الديار»، يقول الفنان الكويتي القدير سعد الفرج: «الكويت بيسوونها طبقات». ومع تسارع الأحداث في مسرح السوشيال ميديا وأماكن «القز» المعروفة يمكن تقسيم المجتمع الكويتي إلى أربع طبقات ظاهرياً بعيداً عن نظريات الفئوية والنخبوية والعنصرية.
الطبقات الأربع من وجهة نظري هي:
1 - الفيكتوريان: وهي طبقة محدودة من «الايليت» المكونة من صفوة الصفوة، لا تكتفي بعراقة جذورها بل تغذيها بالعزلة والانتقائية، تتوارث الأصدقاء، أبا عن جد، ولا تغيرهم، يندر تواجدها في الأماكن العامة، أو مواكبتها أحدث الصرعات، رغم تمكنها من ذلك إلا أنها كلاسيكية الذوق في الغالب.
من شروطها ألّا تتقاضى راتباً من أي جهة كانت متى ما تقاضت راتبا - ولو كان من منصب وزاري - صارت «ايكيا بلس»!
2 - ايكيا: طبقة تتراوح بين الوسطى العليا والنخبة الدنيا، منفتحة على المتغيرات، سبّاقة، تتميز في الريادة، في كل شيء، وتتميز بالحداثة المريحة والبسيطة، تشبه الأثاث «المودرن» في ترتيبه ورحابته واتساع مساحاته، فهي قابلة للترقية إلى ايكيا بلس أو الانحدار في الذوق العام إلى الماينس.
3 - فرايديز: طبقة فوضوية محبة للسعادة تتميز بسرعة مواكبة التطورات، مع إضافة بصمة خاصة مثل سلسلة مطاعم الوجبات السريعة المحلاة عندما تصنع نكهتها بالكاتشاب والمايونيز والخلطة السرية، لتجلب السعادة أينما حلت، شديدة الاجتماعية، كثيرة الصداقات، فهي تعرف كيف «تحلي لسانها وكل الناس خلانها»، شرط ألّا تزيد الجرعة، فتتحول إلى الإزعاج الذي قد يصل الى درجة الغثيان أحياناً.
4 - طبقة الـ «come come» أو بالعربي «وين رايحين؟ معاكم» التي تمتلئ بعشاق التقليد، وتعج بالفوضى والضوضاء وتصل إلى التلوث البصري.
فهي طبقة مع «الخيل يا شقرا»، التي تعج بها الأماكن العامة والحسابات العامة في «سناب شات» و«الانستغرام» فـ«في كل مكان تطلع لك»، وهي تحاول تقلد الفيكتوريان، ومن الممكن أن تختلط مع الـ«ايكيا» أو الـ«فرايديز»، حسب إمكاناتها في الاقتراض والاستعراض والتصنع.
يمكن للجميع تقريباً التنقل سريعاً بين الطبقات بحسب تعامله وسلوكياته، ولكن مهما اختلطنا وتصاحبنا أو تناسبنا حتى... يبقى الفكتوري فكتوري والفرايدير فرايديز!