تساؤلات تجول في فكرنا وتشغلنا، وغالباً ما تعكر وتكدر هذه التساؤلات صفو أذهاننا وتجعلنا نفكر بشراسة وعمق، لنجد جواباً على ما يدور بأذهاننا، أو ما يُسكن بركان وزلزال التساؤلات التي تفور بداخل عقولنا.
ومن هذه التساؤلات التي تراود الكثير منّا بشكل مستمر: لماذا تحديث الفكر أو تجديد العقل يفقدنا هويتنا؟ يفقدنا هويتنا التي تمثل ذواتنا، فكيف بشخص ما يفقد ذاته، أي يصبح بلا شخصية، أي بلا فكر ومعرفة وبلا مشاعر بل وبلا سلوك، أي يصبح من الأحياء الأموات. هل لأن المجتمع أصبح يعيش من دون مقاييس؟ أي من دون قواعد منظمة ومقبولة سواء كانت هذه المعايير روحية أو عقلية أو مادية. هل للفهم الخاطئ للتحضر والمدنية؟ هل لقولبة المدنية بقوالب لا تشكلها؟ لأن المدنية هي ثمرة وعائد الثقافة، وهي ثمرة تطور تاريخي طويل تترسخ فيه القيم الاجتماعية وتتبلور فيه التوازنات الروحية والمادية وتستقر فيه الأوضاع الاجتماعية.
هل للنظرة السقيمة المتحيزة لما استقيناه من مبادئ وقيم وقواعد إنسانية مشتركة من الشريعة والملة؟ هل لأننا أضعنا البوصلة الربانية التي ترشدنا إلى الوسيلة الصائبة لتقييم وتقويم بما نُحدّث به أفكارنا ونجدد به عقولنا؟ هل لتناقض أفكارنا وعقولنا وإجحافنا ذواتنا وتعالينا على الفكر المستقاة من المنهج القويم المستقيم، هل لتخبطنا باختيار العلم الملائم لمستوى أفهامنا وإدراك عقولنا؟ ليتم التحديث والتجديد بالهيئة المثلى التي لا تتعارض مع هويتنا وذواتنا ولا تتعارض مع مطلب المعاصرة أو الحداثة، وبما يتناسب مع معطيات العصر من دون أن تتصادم مع ثوابت وأصول الدين؟