اجتهادات

«شماعة» رئيس المجلس!

تصغير
تكبير
يوم جديد لبرلمان جديد، في دور انعقاد وفصل تشريعي جديد، تبدأ معه مرحلة سياسية جديدة، بعد اختيار رئيس مجلس أمة قديم على ما يبدو، لكن لا ندري! ربما يكون جديدا!

رئيس مجلس أمة يمارس صلاحياته وفقا للمادة 30 من اللائحة الداخلية والتي نصت على أن «الرئيس هو الذي يمثل المجلس في اتصاله بالهيئات الأخرى ويتحدث باسمه ويشرف على جميع أعماله ويراقب مكتبه ولجانه كما يتولى الإشراف على الأمانة العامة للمجلس، ويرعى في كل ذلك تطبيق أحكام الدستور والقوانين وينفذ نصوص هذه اللائحة...».


والحديث عن منصب رئيس مجلس الأمة يبدو أنه مختلف هذه المرة، لأنه بكل بساطة كان محورا رئيسيا وأساسيا ومادة دسمة في حوارات ونقاشات ومقابلات مرشحي الانتخابات السابقة وحتى في الدواوين، بل شاع واقتنع الكثيرون بأن فوز أو خسارة الانتخابات مرتبطة بموقف هذا المرشح أو ذاك من تأييد الرئيس السابق أو مهاجمته والوقوف ضده، حتى اندفع بعضهم ليجعل الرئيس أساس برنامجه الانتخابي.

ويبدو أن منصب رئيس مجلس الأمة كان السبب الرئيسي والمخفي لعقد العديد من الاجتماعات المعلنة والسرية لمجموعة من الكتل والمجاميع النيابية قبل عقد أول جلسة للمجلس، وبات البذرة الأولى التي ظهرت للعيان في تقسيم أعضاء المجلس بين موال ومعارض، كل ذلك في سبيل تحديد اسم من سيتولى قيادة السلطة التشريعية!

ومنصب رئيس مجلس الأمة، الذي يراه الكثيرون أنه الرجل الثاني في الدولة قولاً وفعلاً، كان وما زال مثار جدل وأساس صراع قديم متجدد، يعتقد فيه البعض بأنه أولى خطوات المواجهة بين التيار الإصلاحي بمختلف توجهاته والحكومة حتى قبل تعيينها واختيار أعضائها! بل ان البعض يربط بين انتهاء موسم الانتخابات بانتخاب رئيس مجلس الأمة!

نعلم يقينا أن رئيس مجلس الأمة له دور مهم خارج إطار ما نصت عليه اللائحة الداخلية لمجلس الأمة وتحديداً ما جاء في المادتين 30 و30 مكرر منه، خصوصا في محاولة خلق التوازن المقبول والمعقول بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وفي ترتيب أولويات المجلس وقيادته، وفي ضبط الجلسات وتقريب وجهات النظر وغيرها من الأمور التي لا يسع المجال لذكرها!

لكن يبقى السؤال المهم: هل الرئيس هو من يتحكم في المجلس ويسيره وفقا لهواه، كما حاول البعض تصوير ذلك في الآونة الأخيرة؟ الإجابة وبكل بساطة، طبعا لا (وبالفم المليان)!

اليوم سيتحدد الرئيس القادم، وأيا كان الرئيس سواء، مرزوق الغانم أو عبدالله الرومي أو شعيب المويزري، فإنني أتمنى من جميع الأعضاء أن يطووا صفحة انتخابات رئيس مجلس الأمة وأن يعملوا على ترتيب خططهم وأولوياتهم وتوجهاتهم، وأن يوصلوا رأي الشارع وتطلعاته وهمومه، وأن يحترموا مشاركة الناخب في اختيار من يمثله. والأهم من كل هذا وذاك ألا يجعلوا بعد اي إخفاق في تحقيق طموح المواطن، رئيس مجلس الأمة «شماعة»، أيا كان هو!

Email: [email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي