اجتهادات

اعطوهم الفرصة!

تصغير
تكبير
لقد كان واضحا من نتائج الانتخابات الأخيرة، أن المواطن قد مل من الوجوه القديمة المعتقة في مجال السياسة والحياة البرلمانية، وسئم من حال البلد وتدهور الأوضاع، وتعب من سماع نفس المنوال وإطلاق ذات الوعود وترديد البرامج الانتخابية عينها وبالتحديد من ذات الشخوص الذين تكرر وجودهم في قاعة عبدالله السالم على مدى سنوات، بينما ظل حالنا على ما هو عليه لم يتغير! لذلك جاء التغيير!

لم يكن التغيير مقتصرا على كلمة تغيير بمفهومها الواسع، بل أن جزءا كبيرا من التغيير امتزج بروح الشباب ورغباتهم وتوجهاتهم، وكان نتيجة لذلك أن أفرزت الانتخابات وجوها شبابية جديدة طموحة ذات فكر ومنهج وطرح جميل وواضح، وأقصت في المقابل من لهم باع سياسي طويل بمختلف توجهاتهم السياسية والطائفية والقبلية.


كان المرشحون الشباب بالفعل مختلفين في كل شيء، في تبني القضايا ووعود الإصلاح وفي طريقة التعبير عن الأفكار والرؤى، وحتى في آلية تسويق أنفسهم لناخبي دائرتهم ووصلوا في ذلك إلى مرحلة الإبداع، لذلك تميزوا واقعيا عن غيرهم. كأنهم وبطريقة غير مباشرة، وأكاد أجزم على ذلك، أرادوا أن يثبتوا للجميع أن الوقت قد حان ليأخذوا فرصتهم، فما كان للشارع إلا أن يستحيب لذلك، وما صناديق الاقتراع وأرقام هؤلاء الشباب فيها واحتلالهم للمراكز المتقدمة إلا خير دليل على ذلك.

هل وصلت الرسالة؟

اليوم وبعد تكليفه لرئاسة مجلس الوزراء ونيله شرف ثقة سمو الأمير، يجب أن يعي سمو الشيخ جابر المبارك جيداً المزاج العام ورغبات المواطنين وحاجة الدولة، فالتغيير سنة الحياة والبحث عن الأفضل والأصلح هو الأساس لتعديل أوضاع البلد المتردية في جميع المجالات.

على سمو رئيس مجلس الوزراء أن يقرأ جيدا نتائج الانتخابات الأخيرة وأن يعطي الفرصة ولو لمرة واحدة لجيل شبابي جديد ليأخذ دوره في إدارة البلد، مثلما أعطى الناخب هؤلاء الشباب فرصتهم ليخرجوا ما لديهم. شباب على قدر المسؤولية، متعلم وواعٍ ومدرك لمتطلبات المرحلة المقبلة يتم اختيارهم وفقا لمبدأ الأصلح بعيداً عن المحاصصة السياسية والمحسوبية.

ولا أطلب هنا أن يكون هناك شباب وزراء من المواطنين فقط، بل يجب أن ينطبق الحال كذلك على شباب الأسرة الحاكمة فهم جزء أصيل وأساسي من هذا المجتمع. الكل يتساءل: أين الجيل الثاني أصلا من أفراد الأسرة الحاكمة؟ أم أنه ليس هناك جيل ثانٍ قادر على قيادة البلد في المستقبل البعيد كما يروج إليه البعض؟ ألا تعتقد يا سمو الرئيس أن الوقت قد حان بالفعل لتهيئة هذا الجيل ومنحه الفرصة ليقدم ما لديه؟ وليثبت لنا وللجميع أننا سنكون دائما بأيدٍ أمينة كما نحن عليه الآن!

هي ليست بدعة، بل منهج أخذت به دول عديدة متقدمة ومتطورة وعتية، سموها ما شئتم، فاستطاعت أن تمزج بين الخبرة والشباب وعبق الماضي وروح الحاضر ومتطلبات المستقبل فنجحت نجاحا باهرا، فهل ما نتمناه يمكن أن يتحقق؟!

Email: [email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي