اذا كان من اهم ملاحظات ديوان المحاسبة، التأكيد على ضرورة إعادة النظر في مزايا القياديين التي اعتبرها الديوان السبب الرئيسي للضغط على الباب الأول الخاص بالمرتبات، فلماذا لا تبدأ الحكومة بهم قبل ان تبدأ بالمواطنين وفرض تسعيرة خيالية ومجدولة للكهرباء والماء، فتعمل جاهدة صباح مساء لتمريرها على نواب مجلس الامة؟
على الحكومة قبل ان تقدم على خطواتها التقشفية، ان تسد الابواب المشرعة عليها اولا ثم تنتقل لتقنع المواطنين بضرورة المشاركة في مساعدتها على انقاذ ميزانية الدولة من الانهيار بفرض الرسوم ووقف الدعومات بفعل هبوط اسعار النفط!
المواطن يشعر اليوم بحسرة عندما يرى اموال البلد الطائلة، تنفق هنا وهناك في الخارج لتمويل مشاريع تنموية، في حين تبقى العديد من مشاريعنا تعاني الاهمال والتسيب وتلاعب المقاولين ولا «تصحصح» القطاعات الحكومية المعنية بالخلل الا بعد تسليط الرأي العام على تلك المشكلات لتبدأ بالتحرك بعد ان تطير الطيور بأرزاقها!
مع الاسف، لا توجد خطة واضحة وممنهجة لدى الحكومة لتصحيح الاوضاع الاقتصادية، بل خطتها مبنية على ردة فعل معينة، ما ان يزول السبب حتى تموت الخطة!
ليست بالجديدة خطة فرض الرسوم التي نسمعها اليوم على المواطنين او زيادة الاسعار، بل ظهرت منذ سنوات مع تذبذب اسعار النفط، فكلما انخفضت زادت «الطنطنة»، وكلما ارتفعت انخفضت الصيحة، حتى تصل حد النسيان، كما حدث عندما ارتفع سعر البرميل الى الـ 100 دولار لنعيش معا اجواء حميمة من الاحلام الوردية من تبرعات وهبات وزيادة مرتبات وكوادر فنية وبدلات حتى طارت اسعار السلع نحو العلالي، وعندما انهار البرميل عادت اسطوانة التقشف مقابل بقاء اسعار السلع في تصاعد لا تعرف النزول!
ابحثوا لنا عن خطة تنموية تحفظ اجيالنا القادمة من الضياع اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا!
فما اكثر من قدم الينا بخططه وشنطه وملفاته الاقتصادية والاستشارية والقى علينا المحاضرات لتطوير تنميتنا بآلاف الدنانير، فكانت النتيجة ان طارت فلوسنا في اتجاه شنطته وطارت توصياته مع «الهوى شاشي واحنا ماندراشي»!
على الطاير
- وزارة الاوقاف منهمكة هذه الايام في كتابة وثيقة حول كيفية تعزيز الوسطية في المجتمع!
والواقع يقول، كلما زاد الحديث في تلك الوزارة عن الوسطية، زادت التصنيفات لديها وترسيخ قاعدة هذا من «الاخوان» وذاك من «السلف» وآخر «موالٍ» ورابع «معادٍ»، وبالتالي تظهر امامنا وثيقة هذا ولدنا وذاك «مو خوش ولد»!
... «خوش» وسطية!
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم!
[email protected]twitter: bomubarak1963