اجتهادات

النصّابة... لميا نزيه

تصغير
تكبير
...«أنا لميا محمد نزيه، سيدة أعمال في استيراد وتصدير مستحضرات التجميل، وأنا من سورية من أسرة مسيحية وكنت متزوجة من رجل أعمال، ولكن تم الانفصال في العام 2011، وتوفي في أحداث الثورة في سورية من قبل المعارضة لأنه كان مسانداً لنظام بشار الأسد. وفي عام 2012 اعتنقت الإسلام وأصبحت مسلمة وواجهت مشاكل بسبب اعتناقي الإسلام وتلقيت تهديدات كثيرة من أسرتي في سورية لذلك رحلت إلى الولايات المتحدة.... إنني أبحث عن شريك لمساعدتي شخصياً في عمل مشروعات عقارية وفنادق في إحدى دول الخليج برأسمال 7.2 مليون دولار. أنا أرغب في التعرف عليك أولاً قبل أن أشرح الموضوع بالكامل وأنا في انتظار بياناتك الشخصية للتعارف – الاسم والجنسية ومجال العمل ورقم الهاتف».

...هذه ليست رسالة حقيقية وليست هناك شخصية اسمها لميا نزيه ولكنها رسالة، ممزوجة بأوهام الحزن والأسى والرومانسية، وصلتني مرات عديدة من أشخاص مختلفين، وهي بالتأكيد رسالة من ضمن رسائل متعدده ومتشابهة تصلك أنت أيضاً عزيزي القارئ عن طريق البريد الإلكتروني. بعضها يطلب المساعدة بسبب موت أبويه، وبعضها الآخر يدعي المرض وأنه سيموت قريباً وليس لديه أحد يرثه وأنه اختارك أنت بالتحديد ليهبك ماله المقدر بالملايين، وعدد كبير منها يخبرك أنك فزت بالسحب الذي أجرته شركة ما ويطلب منك معلوماتك الشخصية ليرسل لك الجائزة المنتظرة! وغيرها من أساليب الغش والخداع!


قبل أشهر بالتحديد، حاولت أنا وصديق لي التواصل المباشر مع أحدهم، فوضعنا رقم هاتف العمل، فكانت عدد الاتصالات التي تردنا خلال الأسبوع تتجاوز المئات. لم نجب على الكثير منها وعندما نرد، لا نسمع سوى كلمة (Money) وباقي الكلمات غير معروفة أو واضحة. بالنهاية، (ملّ) الحرامي بعد أن لاحظ أننا لسنا الفريسة المطلوبة، وتوقف عن الاتصال بحثاً عن مسكين آخر!

قد يعتقد البعض أن هذه الوسائل باتت قديمة وأكل عليها الدهر وشرب، ولكن تطور وسائل النصب والاحتيال وتنوعها، قد يضع أيا منا في هذا الفخ. فعلى سبيل المثال وفي بداية العام الحالي، أعلن مكتب التحقيقات الفيديرالي، أن عملية احتيال بالبريد الإلكتروني قد طالت شركات وأفراداً عن طريق إرسال فواتير إلكترونية مزيفة نتج عنها فقدان أكثر من 214 مليون دولار لضحايا موزعين على 45 دولة، وفي نهاية العام الماضي، أطلقت الشرطة السويدية تحذيراتها من رسائل احتيال إلكترونية تصل كأنها آتية من موقع مزود خدمات شهير، وأن تتبع هذه الرسائل قد يؤدي إلى إفراغ الحسابات البنكية الخاصة بالشخص، وأيضا حذرت السفارات الأميركية في لندن وستوكهولم من عمليات نصب موجهة لمواطني دول معينة من خلال إيهامهم بحصولهم على البطاقة الخضراء!

ختاما، على الجميع أن يحذر تماما عندما تصله أي رسالة إلكترونية مشبوهة. تذكر دائما أنك يجب أن تتأكد قبل الرد على أي شخص يطلب منك معلومات شخصية، أو يطلب التحقق من معلومات حسابك ويشير إلى احتمالية إغلاقه أو تعليقه، أو يطلب منك مساعدات مالية أو يقدم لك هدايا ومبالغ نقدية بصورة مباشرة وغير مباشرة. إنني متيقن أن البعض قد تعرض لعملية نصب مشابهة، فلندعها عظة وعبرة حتى لا تطال الآخرين!

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي