أوضاع مقلوبة!

سورية... من يأكل قبل الآخر؟!

تصغير
تكبير
دخول الدب الروسي بوضوح بقواته العسكرية ومقاتلاته من دبابات وعتاد ومستشارين أيضا بهذا الحجم المفاجئ إلى الأراضي السورية لاسيما مدينة اللاذقية الساحلية يؤكد أن الاسد لم يعد قادراً على السيطرة على مناطقه، كما يؤكد حقيقة اخرى هي نجاح المعارضة العسكرية بكل فئاتها من التقدم باتجاه دمشق لتضع روسيا ثقلها مع الأسد كون انهياره قد يؤدي إلى انكسار الدول الحليفة له وفي مقدمتها سورية وإيران!

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان واضحاً هذه المرة عندما قال بعد تلك الترسانة إن بقاء الأسد هو جزء من الحل، وهي رسالة واضحة أراد أن يوصلها للولايات المتحدة الأميركية التي لن تترك الدب يأكل الشام وحيداً!


الشعب السوري هو الضائع في هذه الحسبة والخطأ الاكبر الذي اقترفناه نحن العرب والمسلمون منذ اندلاع الثورة في بدايات العام 2011 الصد عن دعم الثورة والاكتفاء بالتمني بزوال النظام!

اليوم الثورة السورية متجهة نحو اتمام عامها الخامس وتقدم قوات المعارضة بعد أن كان سريعاً بات بطيئا مع تشعب الفرق وظهور تنظيم (داعش) الإرهابي الذي ضرب الثورة السورية في العمق ففرح الأسد واستنشق الهواء فتشجعت روسيا حتى قررت الدخول للأراضي السورية دفاعاً عن مصالحها بعد أن لامست مدى ضعف النظام في الدفاع عن نفسه فسقوطه يعني سقوط ذراعه اليسرى وتعريض نفوذ إيران -ساعده الأيمن- للخطر!

المشهد القادم يشير إلى تطاحن الروس والأميركان على كعكة الأسد وما لم تتحرك واشنطن للدفاع عن مصالحها في الشرق الأوسط والتعجيل بسقوط الأسد فإن الدب الروسي سيأكل الأخضر واليابس بحجة إحلال السلام وإعادة ميزان القوى في المنطقة!

لو كنت مكان أوباما المتفرج على المشهد السياسي اليوم بعد هذا التحرك الروسي الأخير لدعمت المعارضة السورية قبل تعقد المشهد أكثر من تعقده، وتأخر الحل أكثر من تأخره وارتفاع أعداد الضحايا أكثر من ارتفاعها وتكدس اللاجئين السوريين على الحدود الأوروبية أكثر من تكدسها.. ولكن هذه أميركا واللعبة لعبتها!

****

على الطاير:

- مقطع الفيديو الذي انتشر عبر «يوتيوب» وبه «داعشي» إرهابي يقتل ابن عمه الملتحق في الجيش السعودي منذ شهر.. مقطع يدمي القلب، ويشير إلى ضرورة تنظيف عقول بعض الشباب المغرر بهم من كذبة اسمها «داعش» تدار من الخارج وهذا لن يتأتى إلا إذا تابعنا عيالنا وعرفنا إلى من يستمعون ومع من يجلسون وماذا يأكلون!

ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله.. نلقاكم!

[email protected]

twitter: bomubarak1963
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي