من يدخل عالم وسائل الإعلام عبر «تويتر» أو «فيسبوك» أو «انستغرام»، وغيرها يجد العجب العجاب من الألفاظ الجارحة والشتائم الطائشة وأبشع صنوف الألفاظ الخادشة للحياء، ولنا مع هؤلاء الشباب قصة نسردها عبر هذه السطور لعلها تفي بالغرض وتشرح المضمون.
كان هناك ولد يصعب إرضاؤه، أعطاه والده يوماً كيساً مليئاً بالمسامير، وقال له:
في كل مرة تفقد فيها أعصابك أو تختلف فيها مع أحد قم بطرق مسمار واحد على سور الحديقة!
في اليوم الأول طرق الولد 37 مسماراً في سور الحديقة! ومع نهاية الاسبوع تعلم الولد كيف يتحكم في أعصابه، وكان عدد المسامير التي يطرقها ينخفض يوماً بعد يوم حتى وصل في يوم لم يطرق فيه أي مسمار ليذهب مسروراً ليخبر والده بأنه لم يعد بحاجة لطرق المسامير! فقال له أبوه قم بخلع مسمار واحد عن كل يوم يمر بك دون أن تفقد أعصابك!
بعد أيام عدة أبلغ الولد أباه أنه خلع كل المسامير من السور، وهو مؤشر على نجاح الولد في التحكم بأعصابه.
أخذ الوالد ابنه إلى السور فقال له: انظر إلى كل الثقوب التي تركتها فيه فإنها لن تعود كما كانت!
نستلهم من هذه القصة المنقولة انه حين تحدث بينك وبين الآخرين مشادةً أو اختلاف، وتخرج منك كلمات سيئة ومسيئة للآخرين فإنك تتركهم بجرحٍ في أعماقهم كتلك الثقوب التي أحدثها الولد!
نعم قد يفيد الأسف وتقديم الاعتذار في كثير من الأحيان، لكن في كثير من المواقف أيضاً لا يهم كم مرة تتأسف لأن الجرح قد يكون أثره قائماً لا تداويه سوى الأيام!
قال تعالى في سورة الشعراء حيث يناجي نبينا إبراهيم عليه السلام ربه: «وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ»، وفي الحديث عن معاذ بن جبل عن النبي قال: «ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم».
سطورنا تلك سطرناها من قبل ونعيدها اليوم بعد أن طالبنا أحد المتابعين (المجروحين) من أقرب الناس لهم بالتطرق إلى آفة اللسان والتجريح في الحوار عن عمد أو غير عمد حيث تطير الكلمة في الهواء ويبقى أثرها مغروساً في النفس... فاتقوا الله في تصرفاتكم وأقوالكم وما تطلقه ألسنتكم من كلمات جارحة أو طائشة قد يحاسب عليها المرئ في حياته قبل مماته، واعلموا أن جرح اللسان في كثير من الأحيان يصبح غائراً أقوى من جرح الأبدان!
****
على الطاير:
- سأل المسمار يوماً «البرغي» وهو مقوس الظهر من أثر الضرب على رأسه قائلاً له: كيف أستطيع العيش بكرامة من دون أن أُضرب على رأسي؟!
أجاب «البرغي»: عليك أن تلف وتدور مثلي!
...ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله... نلقاكم!
[email protected]twitter: bomubarak1963