أوضاع مقلوبة!

أسطول الحرية... من جديد!

تصغير
تكبير
في عهد الرئيس المعزول محمد حسني مبارك في اول العام 2009 اتجهت إلى الحدود المصرية - الفلسطينية عبر منفذ رفح المصري لعل وعسى أستطيع دخول غزة مع مجموعة من المتطوعين والإعلاميين لكن الحصار البري الاقتصادي الذي فرض على القطاع منذ العام 2007 كان مطبقاً على المنفذ حيث يفتح فجأة لساعات قليلة ثم يغلق فجأة لأيام!

وقتها شاهدت بأم عيني كيف تأتي الشاحنات المحملة بالأطعمة والأمتعة والمساعدات الغذائية وكيف تعود أدراجها من الطريق الآخر دون أن تتمكن من العبور عدا الأدوية الطبية وبحسب الأمزجة السياسة!


قلت في نفسي وقتها إذا كانت الشاحنات القادمة من اللجان والجمعيات والهيئات الدولية الرسمية من الدول المختلفة لا تدخل فكيف بالبشر.. فعدنا أدراجنا للكويت من دون أن نستطيع دخول غزة!

هذا الحصار تم كسره في عهد الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي حيث فتح المعبر لاستقبال مختلف المساعدات، لكن عاد الحصار من جديد ليغلق المعبر ظل الحكم الحالي!

معاناة الفلسطينيين لن تتوقف ناهيك عن معضلة خلافات حركتي «حماس» و«فتح» التي زادت الطين بِلة.. وحصار غزة هذا لن يُفك ما لم يكن هناك تحرك يقوده المجتمع المدني ليلفت أنظار العالم نحو جور الحصار كما لفت أسطولا الحرية الأول في العام 2010 والثاني في العام 2011 الأنظار بعد أن سرق اليوم «داعش» الأضواء دولياً فأعاد قضيتنا نحو المربع الأول وانشغلنا بقتل أنفسنا وسفك دمائنا بالنحر والغرق والحرق والتمثيل بالجثث لتصفق إسرائيل لهذا المنقذ حتى خرجت بعض الأحزاب اليهودية المتشددة ترفع أعلام «داعش» لتثني على خطاه في قتل المسلمين!

الجديد الذي طرأ على هذا الجانب البائس من عالمنا العربي والإسلامي بادرة تدعو للتفاؤل من جديد بعدما قالت منذ أيام اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة (العضو المؤسس في التحالف الدولي المنظم لأسطول الحرية) إن أسطول الحرية 3 المكون من 5 سفن بات جاهزا للانطلاق من جديد باتجاه شواطئ غزة وأنه لا يوجد أي معوقات تحول دون ذلك الأمر الذي يجعلنا نحيي تلك الجهود ونطالب دولنا بتقديم الدعم لهم لاسيما وانه سيضم شخصيات لها وزنها السياسي ضمن الوفد أبرزهم الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي وبرلمانيين عرب، الأمر الذي يذكرنا بأبطال الكويت الذين شاركوا في الأسطول العام 2010، وسجل التاريخ اسم الكويت ضمن من شارك في مقاومة الهجوم الإسرائيلي البربري على الاسطول واعتقال من فيه!

باختصار نطالب حكومتنا المساهمة بدعم هذا الأسطول مادياً ومعنوياً كما تساهم في مشاريع خارجية لا تعد ولا تحصى!

وأقول للسلطة الفلسطينية عندما تقدم وثائقها للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي في خطوة ناجحة لأول مرة لكشف جرائم إسرائيل التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين منذ 1967 في الضفة الغربية وحربها على قطاع غزة العام 2014.. عليها أن ترص صفوفها أيضا مع «حماس» وألا تعمل منفردة.. هذا إذا كانت تريد للقضية الفلسطينية أن تعود من جديد للحياة!

****

على الطاير:

- اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء، اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار، اللهم احفظ بلادنا من عبث العابثين وكيد الكائدين وعدوان المعتدين...

تعازينا الحارة لأسر شهداء مسجد الإمام الصادق الذي امتد إليه إرهاب «داعش» قاتلهم الله.

ومن أجل تصحيح هذه الاوضاع باذن الله نلقاكم...

[email protected]

Twitter: @Bumbark
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي