إبراهيم أديب العوضي / اجتهادات

رياضتنا ومجلس الأمة!

تصغير
تكبير
مشاكل الرياضة لا تنتهي، وإقرار الصوت الواحد في انتخابات الأندية وحده لن يكفي لإصلاح المنظومة الرياضية المتهالكة، هذا باختصار ما يجب أن يعيه أعضاء مجلس الأمة في مناقشاتهم الحالية بخصوص المقترح المقدم من لجنة الشباب والرياضة.

يجب أن يدرك الأعضاء أن الرياضة ليست محصورة بين أقطاب الصراع عليها، وأن الرياضة لن تتطور إلا إذا واكبت مفاهيم الاحتراف العالمية. يجب أن ننظر للرياضة على أنها صناعة للأجيال القادمة، وصقل لمواهبهم، ورفعة لوطنهم في المحافل الدولية، وهي الوسيلة الأسلم لإبعادهم عن مساوئ الحياة المختلفة. يجب أن نعيد النظر في خصخصة الأندية الرياضية، حتى تبتعد الدولة عن الصرف عليها والتدخل في شؤونها وتستغل هذه الأموال في تطوير البنية التحتية للرياضة.


ألم يرَ المسؤولون مشهد المدرجات الأسمنتية المتهالكة؟ أم أن أرضيات الملاعب المليئة بالحفريات تعجبهم؟ هل جرب أحدهم الدخول لدورات مياه الأندية، أعزكم الله، وشاهد منظرها «المقرف»؟ أما خطر على بالهم أن الاتحادات الرياضية تفتقد إلى الصلات والملاعب المناسبة لإقامة المنافسات المحلية، أو حتى استضافة البطولات الدولية؟ ألم يندى جبينهم ويشعروا بالأسى على واقع الحال وهم يرون الدول المجاورة تنجز مشاريع وملاعب رياضية ضخمة وعملاقة؟! أما شاهدوا حجم المشاكل الإدارية والمعوقات التي واجهت الأندية والمنتخبات الوطنية في خضم مشاركاتهم الخارجية؟

إن كم الإخفاقات والإحباطات التي عاشها الشارع الرياضي خلال السنوات الماضية كفيلة بأن تكون هناك وقفة من قبل صناع القرار، إذا كانوا بالفعل يؤمنون بدور الرياضة وأهميتها. لعل العودة إلى الوراء قليلا واسترجاع ذكريات الماضي الجميل قد يساهم في تحريك مشاعر وأحاسيس المسؤولين إذا أرادوا ذلك، فهل من مجيب؟!

وإن كان المجلس مهتماً بإصلاح المنظومة الرياضية، فإما أن تكون هناك قوانين متكاملة تعني بالخصخصة والاحتراف وبناء مؤسسات ومنشآت رياضية متكاملة ودعم مادي ومعنوي مجزٍ للأبطال والمنتخبات، أو أننا سنستمر على أوضاعنا الحالية لنعيش مزيداً من التدهور اللامعقول! فالحلول الترقيعية والوسطية والقوانين التي تقوم على مبدأ الإرضاء وإبعاد الآخرين لن تجدي نفعا في معالجة المشكلة، والله من وراء القصد.

Email: [email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي