اجتهادات

شكراً... !

تصغير
تكبير
شهدت الكويت الأسبوع الماضي، وتحديدا يوم الأربعاء، انقطاع التيار الكهربائي عن نسبة لا بأس بها من مناطق الكويت لمدة وصلت في بعض منها إلى ثلاث ساعات تقريبا. مشهد تفاعل معه الجميع من وزراء ومسؤولين ومواطنين عاديين في وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها.

وحوادث انقطاع التيار الكهربائي لا تقتصر على دولة معينة أو موقع معين، فالعالم أجمع شهد حوادث مماثلة على مر الأزمنة. ولعلّي أستذكر هنا حادثة انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة نيويورك في عام 2003 والذي عرف باسم (Northeast blackout) والذي ظن الجميع في بداية الأمر أنه عمل إرهابي، ولكن ما لبث أن أكد بعده المسؤولون أنه ناتج عن خلل فني. استمر هذا الخلل طويلا، فتأثرت به ست ولايات أخرى يعيش فيها أكثر من 50 مليون شخص وتوقفت معها ستة مطارات عن العمل بينها مطار جون كنيدي الشهير، وعملت أجزاء بسيطة من مبنى الأمم المتحدة على وقع المولدات الاحتياطية. أيضا، دبي هي الأخرى شهدت في عام 2005 الحادثة نفسها والقائمة تطول، وهذا يعني بكل اختصار أن الكويت ليست وحدها من تتأثر بحوادث انقطاع التيار الكهربائي.


أعجبني في أثناء انقطاع التيار، تفاعل المسؤولين في مختلف جهات الدولة مع الحدث. فبعد الحادثة بدقائق، قام تلفزيون الكويت ببث نقل حي ومباشر لمتابعة الحدث لحظة بلحظة، كما تواجد المهندس محمود بوشهري وكيل الوزارة المساعد في وزارة الكهرباء والماء في التلفزيون لإطلاع المواطنين على خطوات الوزارة وإجراءاتها لإعادة التيار الكهربائي لما كان عليه. كذلك، فإن مساهمة العميد عادل الحشاش من إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية في نقل الإجراءات التي قامت بها وزارة الداخلية في الحفاظ على الأمن العام في المناطق الحيوية والحساسة، بالإضافة إلى تنظيم السير في مختلف شوارع الكويت، كان له دور كبير في بث روح الطمأنينة في المواطنين.

أعجبني تفاعل الشيخ محمد عبدالله المبارك وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في متابعة الأحداث ونشر ما يجري عبر موقعه الرسمي على «تويتر» وفي تواجد عبدالعزيز الإبراهيم وزير الكهرباء والماء في غرف التحكم لمتابعة الخلل الناتج عنه انقطاع التيار، حتى وصول الكهرباء إلى آخر منطقة من مناطق الكويت. كما أنني أثني على قرار الوزير تشكيل لجنة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذا الخلل. وأود هنا أن أشير أننا لا نحتاج إلى نتائج تعرض بعد انتهاء عمل اللجنة، بل كذلك إلى تطبيق عملي لتلافي أي انقطاع مستقبلي محتمل لا قدر الله.

كما أود أن أشكر رجال الأمن ودوريات النجدة والمرور، الذين تفاعلوا سريعا مع الحدث، فتواجدوا في معظم الطرق الرئيسية لتنظيم حركة المرور، كما أشكر رجال الإطفاء على تعاملهم مع جميع النداءات التي وصلتهم. كما أن الشكر موصول لجميع من ساهم في معالجة هذه المشكلة من فنيين ومسؤولين في وزارة الكهرباء والماء.

قبل أسبوعين تقريبا، سألني صديق لماذا جميع مقالاتك انتقادية وأنه ليس لديك سوى مهاجمة الحكومة؟ فأجبت أنني سأمتدح أيا من كان إذا كان يستحق ذلك، وحادثة الأربعاء الماضي تعامل معها مواطنون ومسؤولون يستحقون أن نقول لهم شكرا!

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي