إبراهيم أديب العوضي / اجتهادات

بمناسبة الأعياد

تصغير
تكبير
ثلاث وعشرون سنة بالتمام والكمال مرت على حرب تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم، عاش خلالها الشعب الكويتي أياما وليالي سوداء كاحلة عانى خلالها الأمرين، نسأل الله ألا يعيدها علينا. نحتفل كل عام بأعياد الاستقلال والتحرير ويا ليت معها أن تستمر الدروس والعبر التي استقيناها من هذه الأيام العصيبة.

جميل جدا أن تستمر تلك الاحتفالات السنوية، وجميل أيضا أن تستمر معها مظاهر الفرحة والمسيرات والكرنفالات والحفلات الموسيقية وغيرها من الأنشطة التي بلا شك تعزز من مفهوم الوطنية والولاء وحب الوطن. ولكن هل هذا هو كل ما نحتاجه في كل عام؟


شخصيا، لا أعتقد ذلك. فمسؤولو الدولة مطالبون بتوثيق مرحلة الغزو العراقي الغاشم وإظهار الملاحم والبطولات التي سطرها أبناء الشعب وأسرة الحكم، ليعلم جيل الشباب، الذين لم يعاشروا تلك المرحلة الدور الفدائي الذي قام به المواطنون للدفاع عن هذا الوطن، على أن يكون ذلك وبشكل سنوي من خلال البرامج التلفزيونية والندوات وغيرها من الأنشطة. لم أكن أعلم، على سبيل المثال، كثيرا عن ملحمة القرين، إلا بعد أن قام مجموعة من الشباب المتطوع خلال العام قبل الماضي بإقامة نشاط في ذلك البيت، ولم يكن ذلك سوى مثال من الأمثلة الكثيرة للبطولات الفدائية التي قام بها المواطنون.

نحتاج كذلك أن نبرز دور الشهداء ونحكي قصصهم وكيف أنهم ضحوا بأرواحهم، حتى جاء نصر الله بإبادة الجيش المعتدي لتعود الكويت محررة وجميلة كما كانت. علينا أن نستمر ونستمر في تكريمهم وتكريم أسرهم، كيف لا وهم من قدموا أنفسهم فداءً في سبيل تحرير هذا الوطن.

علينا أن نروي بطولات أبناء الشعب في مقاومة الجيش العراقي وفي مساعدة بعضهم بعضاً وفي لحمتهم، فلم يكونوا حينها يفرقون بين شيعي وسني، بدوي أو حضري. ولعل في رواياتهم من الدروس ما قد يساعدنا في شحذ الهمم لتجاوز هذه المرحلة التي يعاني منها البلد الشلل التام في جميع مناحي الحياة.

علينا كذلك، أن نستذكر ونذكر، أن الاحتفال بالعيد الوطني، هو احتفال بتولي الشيخ عبد الله السالم مقاليد الحكم في عام 1950 وليس احتفالا بعيد استقلالها الذي يصادف 19 يونيو، وذلك تكريما لهذا الشيخ الراحل الذي أرسى مبادئ الحكم الديموقراطي وشهد حكمه صدور دستور الدولة، وكيف كان لذلك الدور المهم لما وصلنا إليه من مراحل ساهمت في تعزيز مفهوم المشاركة في الحكم بين أبناء الشعب والأسرة.

لماذا لا تصادف هذه الاحتفالات، حملات إعلامية وإعلانية مكثفة تساهم في إبراز مفهوم الوطنية والولاء وأن لكل مواطن دورا، مهما صغر أو كبر، في بناء هذا الوطن. لماذا لا نهتم كذلك بتعزيز مبادئ أساسية كالمحافظة على النظافة واحترام القانون وحماية المال العام والمرافق العامة وغيرها خلال احتفالاتنا بالعيد الوطني وعيد التحرير.

القائمة تطول والأمثلة كثيرة، لا يسع المقال لذكرها، ولكنها ستساهم بلاشك ولو بالقليل، فكل ما نحتاجه هو أن يعي المسؤولون ذلك مستغلين فرصة الاحتفالات والله من وراء القصد.

Email: [email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي