No Script

عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / ثورات... فيتو... تفجيرات... تناقضات

تصغير
تكبير
يشهد العالم العربي ثورة شعبية غير مسبوقة ضد الظلم والطغيان، نراها في عواصم متعددة نتفق مع بعضها ونعارض بعضها الآخر، و نبني التأييد أو المعارضة بحسب الغاية والوسيلة والأهداف من تلك الثورات، وكذلك تقدير تحقق المصلحة ودرء المفسدة وأيها أغلب من الآخر.

فالثورة الليبية بلا شك تحتاج الدعم والتأييد ضد حاكم طغى وتجبر، حاكم استبدل الشريعة بالكتاب الأخضر وزعم أن الشريعة قانون وضعي، أمر بقتل 600 سجين أعلنوا الإضراب في سجن أبو سالم في طرابلس، وكان من آخر جرائمة المجازر التي يرتكبها ضد المتظاهرين والذين بلغ عدد القتلى إلى لحظة كتابة المقالة 300 قتيل وأكثر من ألف جريح، ناهيك عن استعانته بمرتزقة أفارقة لقتل أبناء بلده، ثم خرج ولده سيف الإسلام عبر الشاشة الرسمية ليعلن أن والده لن يترك السلطة إلى آخر طلقة رصاص يملكلها، ولسان حاله يقول (أنا الغريق فما خوفي من البلل).

والثورة اليمنية فيها شيء من الطرافة والغرابة ففي مقابلة لإذاعة الـ «بي بي سي» مع أحد المعارضين، أجاب عن سؤال المذيعة عن سبب توقف المظاهرات عند الظهيرة، فأجابها أن من عادة الشعب اليمني أن يستغل هذه الفترة فيما يعرف بجلسات تخزين القات. ولا أدري كيف لشعب يريد أن ينتصر في ثورته، وهو غير قادر على أن يتخلى عن بعض عاداته، أو ينتصر على نفسه.

والثورة في البحرين، نحن نقف ضدها وبقوة لأسباب عدة، لأنها تختلف عن بقية الثورات من نواح عدة منها أنها ثورة طائفية لا تمثل معظم شرائح المجتمع، وأنها ثورة انتقلت من المظاهرات السلمية إلى حمل الأسلحة البيضاء، انها ثورة حمل بعض القائمين عليها شعارات تطالب بإسقاط النظام، ويهدفون من إسقاطه أن تكون تبعية الدولة لمنهج دولة صفوية مجاورة، وفي حال سقوط الحكومة البحرينية فإن ذلك بلا شك يعتبر تهديداً لمؤسسة الحكم في دول مجلس التعاون الخليجي بأسره.

فيتو أميركي

أتمنى من كل مخدوع بشعارات الحرية والمساواة التي تدعيها مؤسسة الحكم الأميركية أن يرفع الغشاء عن عينيه ويبصر الحقيقة، فأميركا لا تدعم الحريات إلا التي تتوافق مع مصلحتها، ومن أمثلة ذلك موقفها المتخاذل من البطش الذي يمارسه الزعيم الليبي تجاه شعبه، ولم نسمع لها تلك التصريحات المتكررة أثناء الثورة التونسية والمصرية، بل إن موقفها الأخير من استخدام الفيتو ضد قرار يدين الاستيطان الصهيوني في القدس لهو أكبر دليل على سياستها العرجاء ونظرتها العوراء.

تفجيرات مساء السبت

مساء السبت وقبيل منتصف الليل فزع الناس من اهتزاز جدران المنازل وسماع أصوات تفجيرات، جعلت الرعب يدب في قلوبهم، فالكل مندهش مما يجري حتى أن أحد الأصدقاء أخبرني بأنه كان لديهم ضيوف من بلد مجاورة ظنوا أن الكويت تتعرض لغزو جديد فما الذي حدث في مثل هذه الساعة المتأخرة من الليل، لقد كان هناك احتفال في استاد جابر، وفي نهايته قام المسؤولون عن الاحتفال بإطلاق ألعاب نارية، كان من قوة أصواتها وضخامتها أن أحدث القلق والرعب عند الأهالي الذين يسكنون في المناطق القريبة من الاستاد، ولا أعلم كيف غفل القائمون على الاحتفال عن أحوال الناس وأوضاعهم في تلك الساعة المتأخرة من الليل، ونحن في الحقيقة نشهد بعض التناقض في القرارات، ففي الوقت الذي تمنع فيه مكبرات الصوت الخارجية للمساجد بحجة عدم ازعاج المرضى والأطفال، لا يطبق الأمر نفسه على أهل اللعب واللهو، فأيهما أولى بالمنع؟

تناقضات نيابية

أتمنى من النائب عاشور أن يكشف لنا سر التناقض في مواقفه، ففي الوقت الذي صرح فيه عن أحداث ديوانية الحربش، أنهم هم المتسببون بما جرى لهم حينما لم يستجيبوا لرغبة سمو الأمير، نراه يستنكر استخدام القوات الخاصة البحرينية للقوة في تعاملهم مع المتظاهرين، مع أنهم خرجوا خلافاً لدعوة ملك البحرين الذي دعا إلى عدم التجمهر؟ عجبي.



عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي