من الخميس إلى الخميس

الإمارات بداية وأمل

تصغير
تكبير

الوحدة الخليجية هي مستقبلنا جميعاً، إنها وحدة مستحقة وضرورية ويساندها في مفهوم صُّناع الإستراتيجيات توافقنا في الرؤية والمهمة والهدف مجتمعين.

حين نتكلم عن الوحدة الخليجية فإننا نتكلم عن مستقبل أبنائنا وأحفادنا ومن بعدهم، إنها قضية وجود، من أجل ذلك شعرنا بالكويت بعمق الأخوة والمحبة من أشقائنا في دولة الإمارات، تلك المحبة المتبادلة والتي جسدتها توجيهات سمو الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بدعوة مجتمع الإمارات ومؤسساتها إلى الاحتفاء بعقود من الأخوة الإماراتية الكويتية وذلك ابتداء من 29 يناير المقبل ولمدة أسبوع.

بالنسبة لي لم أر أن هذه دعوة عادية بل إنها صيحة عالية مليئة بالوفاء والمودة والطموح، صيحة لا بد أن تتبعها قوة دفع جماهيري لتشمل كل دول مجلس التعاون، قوة اختصرها شعب المجلس بسؤالهم القديم، متى يتحول التعاون إلى وحدة كونفيدرالية تخطو باتجاه الوحدة الفيدرالية؟، كل المخلصين من أبناء شعبنا الخليجي ترقبوا منذ زمن طويل اللقاءات الخليجية، واطلعوا على النتائج وحللوها، كانوا يسمعون ويحللون التصريحات، لم يكونوا يرغبون في لوم طرف أو تشجيع طرف ففي مثل هذه القضايا المصيرية لا يوجد خاسر ولا يوجد رابح، وفي مثل هذه القضايا الكبرى كقضية الوحدة يجب ألا ينقسم الناس بين مؤيد ومعارض.

عندما انتهت الحرب الأهلية الأميركية عام 1865 بين الولايات الشمالية والجنوبية وأُعلنت الوحدة أدرك قادتها أهمية ما وصلوا إليه من اتحاد فوضعوا قواعد لحماية أمتهم لا يختلفون عليها مهما تفرقت بهم السبل وشدتهم المصالح.

إننا في الخليج نحتاج إلى قواعد صلبة لا تهتز ولا تميل، فقد مرت بنا أعاصير كنا نشفق على أنفسنا منها، ولكن العواصف، بحمد الله، تختفي كدليل مرشد على أهمية وحدتنا وأهمية تسريع الخطى لبناء واقٍ يصد عنا مخاطر القادم من الأيام.

أملنا اليوم في القيادات التي ترسل النداءات وتقوي دعائم المحبة، إن قادتنا اليوم يدركون حاجة الوحدة، لذلك لا بد أن تتحالف جماهير خليجنا لا سيما أصحاب الرأي والمثقفين من أجل دعم هذا التوجه المصيري.

وحتى نكون أكثر صراحة يجب أن تكون رسالة الوحدة أمام أعين جميع القادة الخليجيين، قادة الحكم وقادة الفكر رسالة تحمل الرجاء وتحمل الأمل، والوحدة الخليجية هي الأمل الذي ننتظره، وهي المستقبل الذي يحمي أحفادنا، فهي إذاً مسؤولية ثقيلة ثقل الجبال الرواسي، فهذه أمانة، وأنا واثق أنهم جميعاً سيتحملونها.

ما زالت صراحتنا مستمرة وهي هذه المرة تحمل الأمل، الأمل في أن يتفهم مفكرونا ومثقفونا أهمية الوحدة الخليجية فيعملون على دعمها ومساندتها أمام جيش من الشعوبيين والحاقدين، جيش يعمل ليلاً ونهاراً من أجل تفتيت وحدتنا وتفريق شعوبنا، كل ذلك من أجل تمزيقنا والانفراد بنا، إنه أمل نتطلع إليه في أن يقوم مفكرونا ومثقفونا ليس فقط بالدفاع عن الوحدة والمناصحة لدعمها، بل أيضاً أن يُشهروا سلاح الفكر لكشف أولئك الذين يخططون لتمزيقنا.

إذا كان هناك خط أحمر في أي قضية فالوحدة الخليجية تحمل جميع الألوان، فمن يقترب منها باللمز أو الهمز يجب أن يُعرّى ويُكشف أمام شعبنا الخليجي، لا مجال أن يلعب إنسان في وحدتنا القادمة مهما كانت دوافعه ومهما كانت مصالحه.

شكراً لدولة الإمارات العزيزة على ذلك التوجيه الذي سيكون بداية جديدة لأمل قادم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي