توقّع حملات سيبرانية واغتيالات... وطالب بتصنيف «الحرس الثوري» على «قائمة الإرهاب»
تقرير استخباري يُحذّر من أن إيران باتت تطرح تهديداً «أكبر» في بريطانيا
حذَّرت لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم البريطاني، من تصاعد التهديدات الإيرانية، ودعت الحكومة إلى اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لمواجهته.
ونقلت «رويترز» عن مشرّعين بريطانيين، أن إيران تشكل خطراً كبيراً واسع النطاق على المملكة المتحدة. وأضافوا أنه رغم أن طهران ليست في نفس مستوى روسيا أو الصين، فإنها تشكل تهديداً متصاعداً والحكومة ليست مستعدة له بشكل كامل.
وأفادت لجنة الاستخبارات والأمن في تقرير شامل بأن «إيران تمثل تهديداً واسع النطاق، وغير متوقع للمملكة المتحدة ومواطنيها ومصالحها. وهي لا تتردد في المخاطرة عند تنفيذ أنشطتها الهجومية، وتمتلك أجهزة استخبارات قوية ومدعومة جيداً، ولديها نقاط قوة غير تقليدية مؤثرة».
ويتألف التقرير من 260 صفحة، ونُشر أمس، في إطار تحقيق اللجنة في شأن التهديدات الأمنية المرتبطة بإيران. ويغطي التقرير الوقائع حتى أغسطس 2023، وهو موعد انتهاء جمع الأدلة، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وانتقدت اللجنة، الحكومة البريطانية لانشغالها بما وصفته بـ«إدارة الأزمات» و«إطفاء الحرائق» في تعاملها مع إيران، لاسيما في ما يتعلق ببرنامجها النووي، على حساب التهديدات الأخرى.
وأوضحت أن التهديد الذي تشكله إيران يتنوع بين خطر تنفيذ الهجمات الفعلية على المنشقين والاغتيالات المحتملة للمعارضين وهجمات على أهداف يهودية إلى التجسس والقدرات السيبرانية الهجومية، ومحاولتها تطوير أسلحة نووية، حسب ما أوردت «رويترز».
وقال رئيس اللجنة اللورد بيميش، في بيان: «إيران حاضرة في طيف واسع من التهديدات التي ينبغي أن نضعها في الحسبان».
وتابع «مازلنا قلقين من أن سياسة الحكومة حيال إيران ركزت على إدارة الأزمات ومدفوعة بالأساس بالمخاوف المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، ما أدى إلى استبعاد ملفات أخرى».
وأكدت اللجنة أن التهديد الإيراني للأمن القومي يتطلب تخصيص موارد إضافية وتبنّي إستراتيجية طويلة الأمد.
تصاعد التهديدات الجسدية
وأوضح التقرير أن وتيرة وعدد التهديدات المادية في الداخل ارتفع بشكل ملحوظ منذ مطلع العام 2022، مستهدفاً معارضين وأفراداً مناوئين للنظام الإيراني.
ورصد تصاعداً في مستوى التهديد ضد «المصالح اليهودية والإسرائيلية داخل بريطانيا».
وأشار التقرير إلى ما لا يقل عن 15 محاولة اغتيال أو اختطاف استهدفت مواطنين بريطانيين أو مقيمين منذ بداية 2022.
وأكد فريق الأمن الداخلي في اللجنة أن «التهديد المادي الذي يستهدف الأفراد في الداخل يُعدّ حالياً أعلى مستوى من التهديد الذي نواجهه من جانب إيران، ويوازي في خطورته التهديد الروسي».
وأوضحت اللجنة أن إيران لا تعدّ استهداف المعارضين أو الأهداف اليهودية والإسرائيلية بمثابة اعتداء على بريطانيا نفسها، بل تنظر إلى المملكة المتحدة كـ«خسارة جانبية» ضمن مساعيها لمعالجة قضاياها الداخلية، كإسكات المعارضين، حتى وإن كان ذلك على الأراضي البريطانية.
وتابعت أن على الحكومة أن تدرس بشكل كامل ما إذا كان من الممكن عملياً تصنيف الحرس الثوري على «قائمة الإرهاب»، وهو إجراء يدعو إليه بعض المشرّعين منذ فترة طويلة.
واطلع رئيس الوزراء كير ستارمر على التقرير في مارس الماضي، قبل إرساله إلى أجهزة الاستخبارات لمراجعة المعلومات.
ورغم أن الأدلة المقدمة إلى اللجنة تنتهي عند أغسطس 2023، قال المشرعون إن توصياتهم في شأن الإجراءات التي يجب على الحكومة اتخاذها لاتزال قائمة.
وفي العام الماضي، قال رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية (إم آي5) إن الجهاز والشرطة استجابا منذ يناير 2022 لنحو 20 مؤامرة مدعومة من إيران لاختطاف أو قتل بريطانيين أو مقيمين في بريطانيا، ترى طهران أنهم يشكلون تهديداً.
وردت طهران على تلك التصريحات، برفض ما اعتبرت أنها اتهامات متكررة من مسؤولين أمنيين بريطانيين.
وفي مارس، أعلنت لندن أنها ستطلب من الدولة الإيرانية تسجيل كل ما تقوم به لممارسة النفوذ السياسي داخل بريطانيا، ما يخضِع طهران لمستوى عالٍ من التدقيق في ضوء ما وصفته لندن بأنه نشاط عدواني متزايد.
وتفيد أجهزة الأمن بأن طهران تستخدم وكلاء إجراميين لتنفيذ أعمالها في بريطانيا.
وفي ديسمبر، وجهت السلطات الاتهام إلى اثنين من رومانيا بعد طعن صحافي يعمل في مؤسسة إعلامية ناطقة بالفارسية في لندن في ساقه.
كما مَثُل ثلاثة إيرانيين في يونيو أمام المحكمة لاتهامهم بمساعدة جهاز الاستخبارات الخارجية والتخطيط لأعمال عنف ضد صحافيين.