هطلت كميات أمطار غير مسبوقة على دبي وبعض المناطق في دولة الإمارات العربية المتحدة، لا شك أن البنية التحتية في دبي تعتبر من أحدث وأقوى البنى التحتية عالمياً ولكن كما يقول المثل الخليجي (زاد الماء على الطحين) نسبة الهطول غير المسبوقة وفاقت سعة الاستيعاب لمجاري الأمطار بشكل خيالي، مما جعل هناك صعوبة بطبيعة الحال في تصريف هذه السيول المتدفقة بشكل متواصل وعلى مدى ساعات طويلة.
مسألة العوامل الجوية وآثارها على البنية التحتية مسألة لا يستطيع أهم مهندس مدني أن يتوقعها عند تصميمه لأي مدينة أو طريق، وتغير المناخ أصبح اليوم مشكلة عالمية، لذا ليس هناك مبرر لأن ينتقد البعض ما حدث، لأنه من الطبيعي أن نرى بعض مطارات أوروبا وأميركا تغلق بسبب العواصف الثلجية وتتعطل الحياة لأيام عدة، وأحياناً تغرق بعض القرى في ألمانيا وفرنسا نتيجة الفيضانات وهي دول لديها بنية تحتية مصممة بشكل مدروس.
في دولة الإمارات تم استيعاب كل هذه الكميات المهولة من السيول في فترة قصيرة، وسيتم دراسة آثار ما حدث وتقوم بتحديث خططها لتجاوز أي مشكلة سيول مستقبلية بناء على توجيهات رئيس الدولة سمو الشيخ محمد بن زايد، حفظه الله. قال الله عزوجل: (خلق الإنسان من عجل)، ونرى هذا التعجل لدى البعض الذين بالغوا في ردود أفعالهم تجاه أمر لا حول لأي أحد فيه، ولعل هذه الظروف المناخية تجعلنا نعدّد نعم الله علينا في الخليج، حيث إن حكوماتنا تولي اهتماماً بالغاً بشعوبها وفي بناها التحتية، حيث تم إنشاء أحدث الطرق والمحطات الكهربائية وخدمات عديدة أخرى ونرى في بلدان أخرى متقدمة كيف يغرق الناس في (شبر ماء) لسوء البنى التحتية.
ختاماً، نقول للأشقاء في الإمارات العربية المتحدة الله يجعلها أمطار خير وبركة عليكم وحفظكم الله قيادة وشعباً وأرضاً من كل مكروه... دمتم بخير.
jaberalhajri8@