أما بعد

أحمد العبدالله ومصير السلطتين

تصغير
تكبير

صدر يوم الاثنين الماضي الأمر الأميري بتعيين الشيخ / أحمد العبدالله الأحمد الصباح، رئيساً لمجلس الوزراء وتكليفه بترشيح أعضاء الوزارة الجديدة.

إنّ اختيار الشيخ أحمد لم يأتِ من فراغ فهو شخصيةٌ سياسية مخضرمة يحمل تاريخاً حافلاً بتولي المناصب الوزارية والقيادية بما يزيد على 25 سنة عاصر وحظي فيها بثقة أمراء البلاد المتعاقبين ورؤساء وزراء، وشهد أهم الأحداث والأزمات التي مرت بها البلاد ( محلية – إقليمية – عالمية )، وكان عنصراً فاعلاً في التعامل مع هذه الأزمات والأحداث والتي اكتسب من خلالها الخبرة الكافية التي جعلت منه اليوم رجل المشورة الذي لا يحتاج لتشخيص الحالة السياسية في البلاد، حيث إنه مواكبٌ لها وعلى اطلاعٍ دائم بتطورات مجريات الأمور على جميع الأصعدة، حتى دعت الحاجة ليقع عليه الاختيار لقيادة المشهد المقبل ويكون رئيس الوزراء الحادي عشر الذي يتولى تشكيل الحكومة الخامسة والأربعين.

إنّ المسؤولية ليست منوطة بمجلس الوزراء وحسب. ما لم يكن هناك تعاونٌ بنّاء بين السلطات الثلاث في البلاد خصوصاً السلطتين التشريعية والتنفيذية وهو ما عزّزته وأكدته المادة 50 من الدستور... والابتعاد عن التأزيم والمناكفة السياسية والتصريحات الصحافية بالتحذير والوعيد من نائب لم يقسم بعد إلى رئيس وزراء لم يشكل فريقه الوزاري بعد! وأن يترفع أعضاء السلطتين عن كل ما من شأنه خلق فوضى سياسية وزيادة وتيرة الاحتقان السياسي في البلاد.

فالواجب على السلطتين جعل الكويت نصب أعينهم ومصالح المواطنين هي العليا، وأن يحافظوا على الأمانة التي حملوها من قِبل صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله والشعب الكويتي.

والواجب أيضاً على السلطتين «نواباً ووزراء» بعد أن يقسموا ويمكنوا من ممارسة صلاحياتهم الوزارية والنيابية ألا يضيّعوا الوقت وأن يقوموا بتشكيل فريق تنسيقي يضع الأولويات التشريعية للمرحلة المقبلة وعلى رأسها تحسين المستوى المعيشي للمواطنين، وأن تنجز هذه الأولويات وفق آلية وجدول زمني واضح للجميع.

ختاماً، نشكر الرمز الوطني نائب الأمير، رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ الدكتور / محمد صباح السالم الصباح، على ما اجتهد به وقدم خلال الفترة الماضية وأن يوفقه لكل خير «كفيت ووفيت يا بوصباح».

ونسأل الله تعالى أن يوفق الشيخ / أحمد العبدالله الصباح، على استكمال المسيرة وأن يُعينه على حمل الأمانة وأن يكون بقدر الثقة التي منحه إياها صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، وان يهديه إلى اختيار الأكفاء من أبناء الوطن من أهل الخبرة والاختصاص.

X: @Fahad_aljabri

Email: AL-JBRI@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي