No Script

من الخميس إلى الخميس

يوم النصيحة

تصغير
تكبير

اليوم، هو الخميس الخامس والعشرون من رمضان لعام 1445 هجرية الموافق الرابع من أبريل 2024 ميلادية هو يوم انتخابات مجلس الأمة الكويتي.

وهذه الانتخابات مميزة لأنها في شهر رمضان؛ وفي العشر الأواخر منه، فإذا لم تكن هذه الأيام واعظة للمواطن المسلم المتواجد في الكويت، والذي قرّر الإدلاء بصوته في الانتخابات، إذا لم تكن هذه الأيام واعظة فلا أدري متى تكون الموعظة، ولأن النصيحة واجبة حتى آخر رمق لذا أتوجه لكل مواطن عزم أن يُدلي بصوته اليوم بهذه النصيحة.

يقول علماء الإسلام لا تسقط النصيحة بكون الناصح يظن أنها لن تنفع المنصوح أو لن يقبلها، جاء في شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد، قال العلماء: ولا يسقط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لكونه لا يقبل في ظنه، بل يجب عليه فعله، قال الله تعالى: «وذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين».

اليوم، إذا وقف المواطن حاملاً ورقة أسماء المرشحين فليضع أمامه معنى الأمانة، فهذه اللحظة القصيرة في العمر سوف تُسجّل في صحيفة الخالق، إن أحسنت الاختيار سُجلت لك شهادة خير في رمضان، وإن اسأت الاختيار تحت أي حجة سُجلت عليك شهادة سوء، في تلك اللحظة أنت أمام خالقك في أيام عظيمة فماذا أنت فاعل؟

أتمنى أن يُراجع كل مواطن خيراته، وأن يجتهد بكل حيادية في اختيار القوي الأمين ليكون ممثلاً للأمة، لا تجعلوا دوافعكم مصالح شخصية، ولا علاقات اجتماعية وبالطبع ستكونون في خطر كبير إذا تم استرضاؤكم بأموال أو بوعود شخصية فأنتم هنا لستم فقط تخونون الله وأماناتكم بل تهدمون وطنكم ومستقبل أبنائكم، إنه عبء كبير ستحملون وزره ما بقى لكم من حياة.

في تلك اللحظة التي تضع إشارتك على الاسم الذي ستختاره ستكون وحدك، لن يكون عليك من البشر رقيباً، فإذا لم تُحسن الاختيار وأنت منفرد مع ضميرك فمتى ستُحسن الاختيار؟

المواطنون اليوم، لا سيما من الشباب، يختلفون عمن سبقهم من أجيال، المعلومة سهل الوصول إليها، وما عاد الكذب والتدليس والوعود تنطلي عليهم، يعرفون من يريد المنصب لمصالح جماعته، ومن يبحث عن مصالح الأمة، من جعل المال، أو الروابط الاجتماعية، أو الطائفية وسيلته للوصول؛ ومن جعل القيم أمام عينيه، المواطنون اليوم يعرفون كل ذلك ولكن تغلب المصالح على بعضهم فيظن أنه سيستفيد منهم.

اعلموا أن من أصول الدين هو الإيمان بصفات الخالق، وأهمها أن النافع والضار هو الله وحده، لذا تمسّك بالله الذي بيده المنفعة كلها وأعط صوتك لمن تعرف أنه يستحق صوتك، عندها فقط ستشعر براحة الضمير وتحقق رضا خالقك ومصلحة وطنك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي