No Script

أضواء

سقط قناع عداء السامية في غزة

تصغير
تكبير

استغل اليهود الصهاينة القمع الذي قام به النازيون ضد اليهود في أوروبا أو ما يسمى بـ«الهولوكوست» استغلالاً ماكراً، واستطاعوا بعد قيام كيانهم غير الشرعي في فلسطين أن يعاقبوا كل من يحاول التشكيك أو التطرّق إلى الحقائق التي تخالف روايتهم بقانون «العداء للسامية»، حتى انهم صاروا يتهمون من يطلق على كيانهم بأنه عنصري لا إنساني ومناقض للقيم الديموقراطية بأنه معادٍ للساميّة، الأمر الذي قد يعرضه للملاحقة القانونية، حيث دين المفكر الفرنسي رجاء غارودي بتهمة معاداة السامية لأنه قام بدراسة علمية إحصائية دقيقة، وتبين له فيها أن عدد اليهود الذين قتلوا فيما يسمى بـ«الهولوكوست» أقل بكثير من الستة ملايين التي يدعي اليهود الصهاينة أنهم قتلوا على أيدي النازيين فيها، وقد حكم عليه بأداء غرامة مالية قيمتها 120 ألف فرنك فرنسي.

وفي بريطانيا اتهم رئيس حزب العمال السابق جيرمي كوربن بمعاداة السامية لأنه كان ينتقد السياسة العنصرية للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، وتدخّل الصهاينة في شؤون الدولة البريطانية، وقد جرد من عضوية الحزب، وأصبح نائباً مستقلاً قبل عملية طوفان الأقصى البطولية. لكن المفارقة أن السياسي البريطاني جورج غالاوي استطاع اختراق الدعاية الصهيونية التي تتخفى بثوب العداء للسامية من خلال شعاره الانتخابي «الدفاع عن غزة»، وحصل على المركز الأول في الانتخابات الفرعية في مدينة روتشديل، الأمر الذي يعتبر حالة فريدة في بلد بلفور صاحب قرار بلفور سيئ السمعة، ما يعني أن سيف معاداة السامية الذي يستخدمه اليهود بدأ يتثلّم في بريطانيا، تحت ضربات فضائح جرائم الإبادة الصهيونية في غزة.

ومن ألاعيب الصهاينة أنهم يحاولون نشر ثقافتهم اليهودية في المجتمعات التي يعيشون فيها من خلال استعطاف الناس لهم بترديد ذكرى «الهولوكوست»، والتهديد بمعادة السامية، وكأنهم الوحيدون في العالم الذين تعرّضوا للاضطهاد. وقد بلغت السفاهة فيهم أن أقام اليهود حفلاً بمناسبة «عيد الحانوكا» في البرلمان البولندي منذ زمن قريب، وأشعلوا شمعداناً كبيراً، ما أثار حفيظة أحد أعضاء البرلمان البولندي الذي قام من فوره وتناول طفاية الحريق وأطفأ مشاعل الشمعدان انتصاراً لوطنه ولثقافة مجتمعه المسيحي.

والمعروف أن بولندا بلد يدين غالبيته بالكاثوليكية، واليهود أقلية، لكنهم يحاولون التمدّد في المجتمع البولندي، الذي عانى كثيراً من تدخلاتهم فيه، بل اتهامهم للبولنديين بأنهم معادون للسامية بعد أن أوقف قانون متابعة الأملاك اليهودية في بولندا التي صودرت أثناء الاحتلال النازي، لعدم الحاجة إليه بعد استنفاد الغرض منه.

العالم اليوم يشهد تحولاً في موقفه من الكيان الصهيوني، ولم يعد تجريم معاداة السامية ذا جدوى بعد أن شاهد العالم بأم عينه ما يرتكبه الصهاينة من جرائم إبادة، فقد سقط قناع معاداة السامية في غزة، وكما وصفهم السفير الأميركي السابق تشارلز فريمان، بأنهم عبارة عن عصابة «كو كلوكس كلان» الإرهابية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي