كنتُ صغيراً عندما وصل رائد الفضاء الروسي يوري جاجرين، إلى القمر وكان أول رائد فضاء يخترق الفضاء الخارجي للأرض، لكن الإعلام والدعاية والنفوذ الرأسمالي استطاعت أن تعتم على هذا الخبر بطريقة ما.
وعندما كنت في الحادية عشرة من عمري اشتهر الروسي ليف ياشين، كأفضل حارس مرمى في عالم كرة القدم فترة الستينات، كما عرفت ويعرف جميع الروس أن الرسام فيكتور باسنتيسوف، هو أفضل فنان واقعي في التاريخ الروسي منذ القرن التاسع عشر.
منذ تلك الفترة قرأت عن روسيا مع تيلستوي، الأديب الإنسان وغيره من مبدعي زمانهم الجميل من حيث الثقافة والفنون والفكر والعمل والإنتاج، وعرفت أن الشعب الروسي شعب أسس على تاريخه الثقافي والاجتماعي، وللروس لهم أمجادهم وامتدادهم الذي يعتزون به، ومن هذا المنطلق تم بناء الإنسان الروسي ليصبح شعل إنتاج وعامل بناء يعرف كيف يقدم الأساس الإيجابي للبناء والتعمير وتحقيق الأهداف.
روسيا ليست ساحة ترسانة عسكرية وقوة فضائية تكنولوجية. روسيا منبع الفنون المسرحية بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ. روسيا التاريخ والعراقة والمبادئ والشموخ، لهذا ومن تلك الصور الجميلة المطبوعة في ذاكرتي أستنكر وأرفض بشدة ما حدث فيها من عنف خلّف قتلى وجرحى من الأبرياء الذين لا ناقةَ لهم في الشؤون السياسية وصراع القيادات الخارجية المتكاثرة بأسلحتها وعددها وأعوانها من المجرمين المنظمين والإرهاب المسير بحسب أجندة المصالح والمكاسب حيث يشكّلون عامل ضغط سياسي على أي دولة تصمد في وجه الدخيل، وتقول للغاصبين لا، فيرسل عليها داعش والغبراء ممن يقبضون ثمن القتل والغدر الذي ينشرونه في ربوع أي مربع يدخلون إليه. فالارهاب المنظم أصبح اليوم بمثابة مدفع للإيجار يخدم من يدفع له أكثر، وكلنا يعرف من الذي يدفع لتلك الأصوات الشاذة والأيدي الآثمة لتقتل وتعيث في الأرض الفساد، ليس في روسيا فقط إنما في كل بلاد عباد الله ممن يقولون لأمنا الغولة عنيك حمرة، ويداك ملطخة بالدماء. هؤلاء الذين أسسوا داعش والغبراء يدفعون للإرهاب عندما يفشلون وتنتهي حججهم ولا يعود لهم قدرة على معالجة فشلهم الذريع في نشر الفوضى والدمار في أصقاع الأرض، ولا يرجعون لأنفسهم أو ضمائرهم بعد فشلهم ورفض الناس لممارساتهم العدوانية، بل تأخذهم العزة بالإثم مستمرين في غيهم وطغيانهم فيكسرون الأقلام حتى لا تكتب «لا»، ويكمّمون الأفواه حتى تصمت ولا يصرخ العالم المضطهد «لا» كبيرة في وجه هؤلاء المتكبرين الذين مسوا بشيء من الضرر روسيا، فسلامات وألف سلامة روسيا الجميلة.