No Script

من الخميس إلى الخميس

هل يهزم رمضان ... السياسة؟

تصغير
تكبير

ما باليد حيلة، الانتخابات في رمضان، والكل يعلم ما يشوب الانتخابات، غيبة بالأطنان، وافتراءات بالأكوام، وتدليس بل وربما رشاوى باسمها الصريح، أو بتغليفها بأسماء أخرى، هذه طبيعة الانتخابات والمعارك السياسية، حتى تفوز لا يكتفي الكثيرون بذكر إنجازاتهم، ان وجدت، لكنهم يعشقون سرد القصص والمواقف التي تغلب عليها المبالغات والافتراءات، يسردونها عن خصومهم.

السياسة منذ القدم بُنيت على مبدأ الكذب، والاستمرار به حتى يُصدّق الناس أكاذيبهم، نادراً ما تجد سياسياً صادقاً أميناً إذا سألته عن خصمة يذكُرُ محاسنه ويبتعد عن الغيبة، هذا السياسي لن ينجح عندنا، فهو عملة نادرة تحتاج إلى قوم آخرين.

لدينا الافتراء قرين المصلحة، أينما تكون المصلحة تتبعها قيمنا، فنحن دعاة ديموقراطية وعدالة نطبّقها على الآخرين؛ لكن هذه الديموقراطية لا تنطبق علينا، لو كرهني الشعب فسوف أشتري منهم من يحجز لي مقعداً في مجلس الأمة، هذه هي ديموقراطيتنا.

أما العدالة فهي منهجي ما دام العدل لا يضرني، عندها يصبح العدل ظُلماً، من يُجادل من شعبنا في هذه القضايا سنهديه عشرات من الوقائع التي تؤكد هذه الطبيعة لدى الأغلبية الساحقة من مرشحي مجلس أمتنا.

بعضُهم ممّن لا يملكون المال الكافي يملكون موهبة صف الكلام، كما قال المتنبي:

لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ

فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ

والبعضُ الآخر يشتري الأصوات سرّاً وعلانية، وهناك أيضاً من يبيعُ ضميره لحزب سياسي أو جماعة دينية، فهو يتغاضى عن كثير من أخطاء جماعته، أو حزبه لأنه يريد أن يَصِلَ المجلس، يصل مجلس الأمة من أجل إصلاح الأمة، إصلاح لم يبدأ به لا بنفسه ولا بجماعته!

كم فرداً من شعبنا سيخسر رمضان هذا العام بسبب الانتخابات؟

هؤلاء الخاسرون هل سيضمنون قدوم رمضان آخر عليهم وهم أحياء؟، من يؤيد مرشحاً لأنه من حزبه أو جماعته أو قبيلته أو أسرته دون التمعُّن في حال بقية المرشحين، من يفعل ذلك فهو قد ضيّع الأمانة وفي رمضان، من قبض مالاً أو هدية أو منصباً أو وعوداً بمنصب، تحت أي ذريعة فهو مرتشٍ رشوة عظيمة لأنها خيانة للأمة، ومتى؟ في رمضان.

إننا كشعب في موقف لا نُحسد عليه، ولعله خير، لعلّ منا اليوم من يخافُ الله ويرفض الهدية الرشوة، ويدقّق في المرشحين بغض النظر عن علاقتهم به ، لعل انتخابات رمضان تكون غير، فنرى مرشحين يفوزون بالانتخابات ممن يراعون الله في الكويت وشعبها.

هل تغلب السياسة رمضان ؟، أم يهزم رمضان السياسة؟ سؤال جوابه لن يكون بعيداً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي