هل فقدت «طعمها الحقيقي» في ظل المبالغة بها ؟

«الغبقات»... عادة متوارثة منذ قديم الزمان

تصغير
تكبير
حسين القطان لـ«الراي»: تُسمى «الغبوق» بالفصحى... وتؤكل «بعد العشاء»

«الغبقة»... هي الوجبة الفاصلة بين وجبتي الإفطار والسحور، خلال ليالي شهر رمضان المبارك، إذ تعتبر من العادات المتوارثة لدى الشعب الكويتي، منذ عشرات السنين.

لكن، بالرغم من أن «الغبقات» في السابق كانت تتميز بالبساطة وبالأطباق الشعبية المعروفة، مثل «الهريس» و«الجريش» و«النخي» و«العصيدة» وغيرها، إلا أنه مع مرور الزمن تضاعفت الأصناف وتنوّعت «الغبقات» بما لذ وطاب من الطعام والحلوى، لتتحول من أكلة خفيفة وبسيطة، إلى وجبة دسمة، غزيرة بالسعرات الحرارية.

فهل فقدت «الغبقات الرمضانية» حالياً - طعمها الحقيقي - في ظل المبالغة بها، والإسراف بمائدتها؟...

كان هذا سؤالنا للباحث في التراث واللهجة الكويتية حسين القطان، الذي أكد لـ «الراي» أن «الغبقات» تُسمى «الغبوق» بالفصحى، وهي الوجبة التي تكون بعد صلاة العشاء أو صلاة التراويح، لبعض الأشخاص الذين لا يتناولون الطعام وقت الفطور بشكل كافٍ، لذلك يؤجل الأكل إلى ما بعد الصلاة، مؤكداً أن هذه العادة موجودة في بعض الدواوين والبيوت منذ قديم الزمان.

«لا وقت محدداً»

وأوضح القطان أنه لا يوجد وقت محدد لتناول «الغبقة» في الزمن الحالي، حيث إن معظم الشباب معتادون على السهر حتى أوقات متأخرة من ليالي رمضان المباركة، وخصوصاً خلال العشر الأواخر، ولذلك فإنهم يتناولون «الغبقات» في أوقات متفاوتة منذ بداية المساء وحتى منتصف الليل، «على عكس الوضع في السابق، إذ كان اليوم ينتهي عند الناس بعد صلاة العشاء».

«الأطباق تتغيّر»

واستذكر القطان بعض الأطباق التي كانت تتزّين بها «الغبقات» في الماضي، منها «التشريب»، «النخي»، «الهريس»، وما يتبقى من مائدة الإفطار، مبيناً أن الأطباق بدأت تتغير وتمتزج بها أصناف دخيلة من الحلوى في «الثمانينات» من القرن الماضي.

وأكمل «الغبقات قبل الثمانينات كانت تتميز بالبساطة، قبل أن يختلف الحال في وقتنا الحالي، عبر دخول الحلوى الحديثة، مثل الكنافة والبقلاوة وقطع الكاكاو الفاخرة، في حين أن أطباق الحلويات في السابق، لا تزيد على (البثيث) و(العصيدة)، وغيرهما القليل».

وختم بالقول: «من الجميل استمرار هذه العادات القديمة وامتدادها إلى كل الأجيال، ولكنني أتمنى أن تبقى هذه الوجبة الخفيفة على حالها القديم، وبشكلها الطبيعي من دون تكلف، حيث لاحظنا أن هناك مبالغة نوعاً ما، من طرف البعض».

«الأسلوب الواقعي التأثيري»

قالت الفنانة التشكيلية ابتسام العصفور إنها استخدمت في لوحة «الغبقة» الأسلوب الواقعي التأثيري باستخدام الألوان الزيتية، التي تمثل مشهداً من فترة الستينات من القرن الماضي وما قبل، لنساء تجمّعن حول «الغبقة»، وقد ارتدت كل منهن الثوب الكويتي المطرز، والحلي الذهبية، بوجود المبخر على «الروشنة» وأمامهن السفرة العامرة بالمأكولات الشعبية، مثل «الباجيلا»، كما تقوم المضيفة بصب الشاي في «الاستكانات» لضيفتها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي