مثلنا الشعبي يقول «الضرس ليمن رقل من شلعته لابد»، وفي الكويت لدينا أزمات كالضرس أصبحت أكثر ازعاجاً، لكن مع هذا أزمات تكبر والحكومة في موقف المُتفرج، وهنا نتحدث عن أزمة الازدحام المروري، نُعاني منها عند ذهاب الموظفين للعمل صباحاً حيث نرى الازدحام من خيطان حتى مدخل العاصمة، وقد يكون لمسافة 12 كيلو متراً، وحالياً الازدحام كذلك في غير أوقات الدوام أو دوام المدارس، وحتى على الطرق السريعة وطوال ساعات النهار وخاصة في المساء، يتزامن هذا مع ما نراه من كثرة حوادث الطرق ومُخالفات المرور.
وكلمة «رقل» في المثل الشعبي هي عامية، لكن أصلها قد يكون فصيح حيث المعاجم تذكر «ارقل القوم إلى الحرب اسرعوا»، و«رقل» الضرس اسرع في التحرك، لهذا أهلنا في السابق قالوا الحل بخلعه.
والازدحام المروري مشكلة تتفاقم، إذا ما هو الحل؟، هل نقطع دابر السيارات ونمنع استيرادها كما خلعنا للضرس، طبعا لا، لكن ما أراه، هو أولاً ألا يُعهد لوزارة الداخلية بوضع خطط وحلول لمشكلة الازدحام المروري لأن هذا ليس من مهامها، لأن دورها تنفيذي وليس وضع حلول لمشاكل.
ثانياً، أن يتم استقدام خبير أجنبي لتقديم حلول جاهزة ومطبقة، وهذا يتجرّد من كل مصالح ويضع الحلول، صحيح انها حلول مُزعجة، لكنها تحل جزءاً كبيراً من المشكلة، ففي دول شمال أوروبا السويد وغيرها تم خفض الازدحام المروري بنسبة 40 في المئة عندما وضعت رسوم على الطرق أثناء ساعات الذروة، وضرائب على السيارات الكبيرة وغير ذلك من إجراءات.
أما ثالثاً، فهو تطبيق القوانين بحذافيرها على مَنْ يُخالف السرعة خاصة للتخفيف من حوادث المرور، لأن جماعتنا لديهم اعتقاد أن الحل برفع الغرامات، وهذا ليس الحل المُناسب لأن اغلب مَنْ يُخالف هم الشباب الصغار، وهذه الفئة لا تُبالي لأن مَنْ سيدفع قيم الغرامات هم الآباء المُقتدرون والأثرياء وحتى المغلوب على أمرهم.
أما قيام جهات حكومية بحل المشكلة بالدوام المرن للموظفين أو الثلاثة دوامات أو حتى حصول الموظف على إجازة مرضية وهو ليس بمريض لتخفيف الازدحام على المستوصفات، هذه التجارب لا أعرف مدى جدوها، ولا اعتقد أنها قد تحل مشاكل الازدحام على المدى القريب أو البعيد، كون القضية لا تتعلق فقط بالوقت المهدر، إنما تُساهم بتلوث البيئة من عوادم السيارات، وتُقلل من جودة الطرق التي حالها مأسوف عليه حالياً.