قدمتهما «تياترو» و«الشعبي» ضمن «الكويت المسرحي 23»

الفساد «عفن الروح»... و«سِجّيل» للمحتل الصهيوني

تصغير
تكبير

فيما دشّنت فرقة «تياترو» العروض الرسمية لفعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان «الكويت المسرحي» على مسرح الدسمة، بعرضٍ عنوانه «عفن الروح» والذي يصف الفاسدين بـ «الجيفة» النتنة، قدمت فرقة «المسرح الشعبي» عرضاً بعنوان «سِجيل» لتطلق من خلاله وابلاً من رشقات الاستهجان على جرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين.

«5 شخصيات»

في البداية، تناولت مسرحية «عفن الروح» التي ألّفها مالك القلاف وأخرجها هاني النصار، ليتولى بطولتها كل من آمنة عبدالله، رياض السليمي، يوسف الحربي، محمد المنصوري، قضية الفساد والصراع على الكراسي أو السلطة، من خلال خمس شخصيات تتغير وتتباين أدوارها حسب الأحداث، وأحياناً نجد أصحابها يبتعدون عن الحياد بشكل دراماتيكي بناء على المواقف الدرامية التي تتضمّنها مشاهد المسرحية، وذلك وفق ما يتعارض أو يتفق مع شخوص المسرحية، بالإضافة إلى الثنائيات الفلسفية التي تُعد موضوعاً جوهرياً لكثير من الطروحات.

وتدور أحداث المسرحية في مستشفى مهجور، يُستخدم لحفظ الجثث للدفن أو الدراسة، وقد جسّد الممثلون المشاركون في المسرحية من خلال ما يمتلكون من أدوات وإمكانات متميزة، تلك الحالات الإنسانية التي تؤدي إلى تغلغل الفساد، كي ينخر في جسد الحياة، من دون هوادة أو رحمة. لتتسع دائرة الظلم وتتفاقم، وذلك حينما تزكم الأنوف رائحة العفن المنبعثة من أرواح البعض، ممَنْ تخلّوا عن إنسانيتهم في سبيل تحقيق مصالح ضيقة.

«روح الواقع»

أما مسرحية «سِجّيل»، وهي العرض الثاني من عروض المهرجان السبعة، فقد عكست روح الواقع الذي نتألم تحت وطأته، حينما يتعرّض الأطفال والضعفاء في الأراضي المحتلة، إلى التنكيل وسط سمع ونظر العالم.

العرض من تأليف فيصل الفيلكاوي، وفكرة الدكتور نبيل الفيلكاوي، إخراج نصار النصار، ومن تمثيل عبير الجندي، خالد المفيدي، حسن إبراهيم، أسامة شعبان، عصام الكاظمي، ومحمد جمال الشطي.

فمن «حجارة من سِجّيل»، التي كانت تُلقيها «الطيور الأبابيل» على جيوش أبرهة الأشرم فحوّلته إلى «عصف مأكول»، جاءت فكرة المسرحية لتنتصر للمقاومة، وتمدح صمود أهلها، كما تكشف عن الوجه المظلم الكالح لآلة نظامية، تتخذ من القتل والتدمير وسيلة لإدخال الخوف في قلوب الناس، من أجل الحصول على مبتغاها وتطلعاتها الإجرامية.

واستهلت المسرحية عرضها بصوت الآذان، وبـ«ديكور» موحّد لمنطقة تحولت إلى خراب بسبب الغارات الجوية التي تسقط على المنازل وكأنها الحمم، ويستقر في هذا المكان المحاصر ستة عناصر... امرأة تبحث عن رضيعها الذي فقدته إثر غارة جوية، وأربعة رجال تقطعت بهم السُبل تحت هذا الركام، ورجل مدفون تحت الأنقاض. ومن خلال هذا المشهد المأسوي تدور أحداث المسرحية، التي تكشف مختلف المواقف، الصامد، والمستسلم، والخائن الذي باع منزله للمحتل، والمقاوم، والخائف من الحصار، والعدو المخادع الذي يحلف كذباً بأن نجاته ستكون في نجاتهم، ليكتشفوا أنه الدمار الذي سينُهي حياتهم.

وبدت المسرحية كما وصفها مؤلفها بصرخة، تتدافع فيها الأحداث بحكمة تارة وبدهشة تارة أخرى، وبفوضى تُعبّر عن تناقض الأحوال وتضاربها حيث يقول: عندما أصبح العجز هو سيد الموقف... وساد الصمت.. كانت «سجيل»... صرخة نابعة من قلب محب لكم... يتألم لألمكم... علّها تصل... قبلة علـى جبين كل مقاوم شريف حر... أو تصل... همسات حب بأذن طفل من تحت الركام... لا يهم كيف... المهم أن تصل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي