وكالة «يقولون» والحكومة

تصغير
تكبير

تعتبر الطفرة الرقمية التكنولوجية ظاهرة صحية للعالم بأسره، فقد قرّبت المسافات وألغت الحواجز وأصبح كل شيء متاحاً مباحاً للجميع، ففي ثانية واحدة أو جزء منها تسمع الخبر اليقين دون الحاجه لأخبار (جهينة) التي كانت في السابق الأسرع والأصدق، ومجازاً الأدق.

ونعتبر نحن في العالم الثالث ولا أقول في الوطن العربي فقط أو في الخليج أو تحديداً في الكويت في منأى من هذا ولم نتأثر به كما تأثر العالم واستفادت منه العقول النيرة الذكية، فجيّرت هذا التطور الرقمي إلى منفعة عامة للجميع من أفراد شعوبها ومسيرة حياتهم نحو مستقبل مشرق مزدهر يحمل لهم مع الأيام الخير والصلاح، إلا نحن في الكويت الذين سيرنا التطور الرقمي وبالاً علينا ومعول هدم ودمار قد يستغله بعض المتربصين بنا لضرب وحدتنا وتآلفنا الوطني والسبب هؤلاء الذين (يقولون) ويفتون في كل شيء، حيث أصبح الواحد منهم يبثّ الأخبار ليل نهار، وياليتها كانت أخباراً صادقة صحيحة، ولم تكن أخباراً كاذبة مزيفة تهدم ولا تبني تضلل ولا تهدي.

فالناشط السياسي والكاذب الاقتصادي والخبير الألمعي والعالم الدستوري وبياع الشعير والغنم والرابض تحت شجرة في مزارع الوفرة أو العبدلي... كل تلك المهارات والخبرات اختزلت في شخص واحد هو بياع (الوهم) الذي يبث الكذبة والإشاعة عبر ما هو متاح من وسائل تكنولوجية وجدت للخير فينشر البؤس والتضليل والخداع، ولا نعذره حتى وإن كان دون قصد سيئ أو بعيداً عن أجندة تآمرية يأتي منها الشر والوبال على مجتمعنا العربي والإسلامي والمحلي، فما يبث من أخبار تسد ضوء الشمس من تلك الأفواه العفنة التي صنعت لنفسها هالة إعلامية مزيفة لا يأتي منها الخير أبداً.

ونصيحة للجميع الناشرين والمتلقين أن يتقوا الله في من حولهم من عباد الله ويكفّوا عن قول ما لا علاقة لهم به، فالإعلام صناعة وفن وخبرة وضمير مسؤول، هدفه الأول والأخير نشر الحقائق والصحيح من الأخبار وليس كما يفعل هذا وذاك بعد أن تعلم أن يستخدم جهاز هاتفه النقال دون وعي ولا مسؤولية ونسي أنه عود من عرض حزمة يتضرّر من كلامه الكاذب قبل أن يتضرّر الآخرون، وللحديث بقية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي