تحت رعاية وحضور وزير الإعلام وحشد من الفنانين والمسرحيين

افتتاح «الكويت المسرحي 23» بـ «دموع الفرج»... على خشبة عبدالحسين

تصغير
تكبير

- عبدالرحمن المطيري: المهرجان منارة للثقافة والأدب في الوطن العربي
- مساعد الزامل: المسرحيون تركوا لنا إرثاً عظيماً من الأعمال الخالدة

بدموع «شخصية المهرجان» الفنان القدير سعد الفرج، وبرعاية وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن بداح المطيري، افتُتحت أمس، فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الكويت المسرحي على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا، بينما انطلقت العروض الرسمية للأعمال المسرحية اليوم، على مسرح الدسمة، وتستمر حتى السادس من شهر مارس، ليعلن في اليوم الذي يليه عن الفائزين خلال الحفل الختامي.

وشهد حفل الافتتاح، حضور حشد غفير من الشخصيات الرسمية والفنية والثقافية، بينهم وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، إلى جانب رئيس المهرجان الأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل، فضلاً عن حضور المحتفى به الفنان القدير سعد الفرج، و«ضيف المهرجان» الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية في المملكة العربية السعودية سلطان البازعي، والفنانين أشرف عبدالباقي وشريف منير من مصر، إضافة إلى حضور كوكبة كبيرة من فناني الكويت والخليج.

«منارة ثقافية»

في البداية، أضاء عريف الحفل المذيع عبدالعزيز الدرويش، على تاريخ المهرجان ومسيرته الطويلة، قبل أن يدعو راعي الحفل وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري لإلقاء كلمته.

وبعد الترحيب بضيوف الكويت، قال المطيري «إنه لمن دواعي السرور أن أكون معكم في انطلاقة الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الكويت المسرحي، الذي يتزامن مع احتفال دولة الكويت بالأعياد الوطنية، والاحتفال بمرور خمسين عاماً على تأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، هذا المهرجان المسرحي الذي يعد منارة للثقافة والأدب في الوطن العربي منذ انطلاقته».

وتابع أن «هذا المهرجان يؤكد على أهمية رسالة الفن المسرحي ودوره التنموي والثقافي، فقد استطاع منذ دورته الأولى أن يعلن هويته واستمراره نحو التميّز والرقي، ونشر ثقافة التنوع الإبداعي والفكري على خشبة المسرح، ليكون منصة حضارية تسهم في دعم وتطوير الحركة المسرحية».

وأضاف «نعمل في المجلس الوطني على تنفيذ توجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وتعليمات سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ الدكتور محمد الصباح حفظه الله... تلك التوجيهات التي تحرص على دعم وتشجيع الثقافة والفنون في دولة الكويت، ونحرص على ترجمة ذلك من خلال تطبيق إستراتيجية المجلس الوطني في ما يتعلق بتنمية الإنتاج الفكري وتطوير المشهد المسرحي وإثرائه، وتوفير المناخ الإبداعي للمسرحيين وتحقيق صناعة مسرحية عصرية من الممكن استثمارها كرافد من روافد الاقتصاد الإبداعي للدولة».

ولفت المطيري إلى أن اختيار الفنان القدير سعد الفرج كشخصية المهرجان في دورته الحالية، جاء تقديراً وعرفاناً لمسيرته الزاخرة بالعطاء في الفن الكويتي، ولدوره الكبير في إثراء الحركة الفنية المحلية والخليجية والعربية.

«محاورة إصلاحية»

في غضون ذلك، تحدّث الأمين العام المساعد لقطاع الفنون رئيس المهرجان مساعد الزامل في كلمته قائلاً: «(محاورة إصلاحية)... ذلك العنوان الذي بدأت منه الانطلاقة لريادة الحركة المسرحية الكويتية في الخليج، والتي حفر تاريخها الكاتب والمؤرخ الأستاذ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله، لتكون تلك المواقف النقدية منهجاً يتوالى لمستقبل نتاجات النصوص المسرحية».

ومضى يقول: «كانت الكويت زاخرة بالحب والعطاء والكفاح لكل من حولها، وتشرك ثمار عشقها للثقافة والأدب عبر أسفار البحار حتى كانت مشاعل النور تضيء عقول أهل (الهولو) و(اليامال) وشعر الصحراء بين قمر البادية والجبال، فأصبح عشق الأدب والفن من فطرة الحياة».

وأضاف: «ثم تسارعت خطوات نهضة الثقافة والفنون لتكون منهجاً ذا علم وقواعد وأصول مزجت بين الاجتهادات الإبداعية والفردية من المخلصين تحت راية الدعم والإرشاد للمثقفين التي حملتها الدولة، ولعل المسرحيين ومن كانوا هواة باحثين عن إيجاد مكنون إبداعاتهم كانوا جزءاً مهماً ومحركاً أساسياً لنهضة الثقافة والفنون بدولة الكويت، فقد أسسوا الفرق الأهلية المسرحية وتركوا لنا إرثاً عظيماً من الأعمال الخالدة، وروّاداً نقشوا أسماءهم بالعمل والجهد منحوتات الإبداع فكانوا ولا زالوا هم نبراسنا وقدوتنا».

مراسم التكريم

ولم يفُت القائمين على المهرجان أن يقدموا فيلماً تسجيلياً لشخصية المهرجان الفنان القدير سعد الفرج، والذي استعرض مسيرته الطويلة في إثراء الحركة الفنية والمسرحية، لتبدأ من بعد ذلك مراسم التكريم، حيث اعتلى وزير الإعلام والثقافة خشبة المسرح، يرافقه كل من الدكتور الجسار، والزامل لتكريم الفرج، الذي «خنقته العبرة» في التعبير عن شكره وتقديره بهذا الاحتفاء، محاولاً أن يتمالك دموعه، إلا أن عَيني «أبو بدر» كانتا غائمتين بمشاعر الامتنان، فتساقطت منهما «دموع الفرح» وهو يتحدّث للجمهور بكل حب، أو ينظر إلى اللوحة التي خطها الفنان أحمد مقيم بريشته، من أجل هذا التكريم.

كما حظي ضيف المهرجان المسرحي السعودي سلطان البازعي بتكريم خاص، لتتوالى من بعده التكريمات والاحتفاء بالفنانين الذين تم ترشيحهم مسبقاً من قبل الفرق المسرحية الكويتية و«مجلس الثقافة»، وهم: زهرة الخرجي وفخرية خميس وجمال اللهو وفهد العبدالمحسن وخالد المفيدي وعبدالله التركماني.

«لجنة التحكيم»

أعلن القائمون على المهرجان عن أسماء لجنة التحكيم، وهم الدكتور شايع الشايع رئيساً، وضمت في عضويتها كلاً من الدكتور سليمان آرتي والناقد فادي عبدالله، ومن السويد الدكتور فاضل الجاف، ومن الإمارات المخرج والمؤلف عمر غباش، ومن المغرب رفيقة بن ميمون، ومن قطر المخرج والممثل فالح فايز.

«سفر» في زمن صقر الرشود

انطلق عرض الافتتاح بعنوان «سفر»، فكرة ورؤية مساعد الزامل، تأليف عثمان الشطي، ومن إخراج عبدالعزيز صفر، حيث شارك في التمثيل مجموعة من أجيال الحركة المسرحية في الكويت.

وحلّق العرض بالجمهور إلى زمن المسرحي القدير صقر الرشود مستحضراً أعماله الخالدة، منها «حفلة على الخازوق» و«على جناح التبريزي» و«ضاع الديك» وغيرها من الأعمال المسرحية التي طرزت مسيرته الإبداعية، وذلك في قالب غنائي موسيقي ثري.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي