No Script

صوت القلم

نسقيها بدمائنا ونفديها بأرواحنا

تصغير
تكبير

الوطن كلمة عميقة تمثل مشاعر وأحاسيس عدة لايستوعبها وصف، فمهما طوعنا أقلامنا وأجبرنا أسلوبنا وجمعنا أفكارنا ونزفنا مشاعرنا فلن نكون قادرين على تصوير حُبنا له، فهو يُقاس بالعطاء والتضحية والفداء ويختصر مدى حُبنا للوطن بالالتزام بقوانينه وعدم مخالفتها والعمل بجد واجتهاد من أجل رفعته ونهضته وتطوره بعيداً عن أي مصلحة شخصية أو مالية أو نحو ذلك.

نكتب للوطن ونتحدث عن حُبه وهو أصعب شعور وإحساس عندما تكتب مقالاً عمن تُحبه اكثر من نفسك وتُجله وتقدره وتفديه بأغلى ما تملك.

فمن عاش أيام الغزو العراقي الغاشم على كويتنا الغالية، يُدرك جيداً ما الذي أريد إيصاله للجيل الحالي الذي لم يعش تلك الأيام بمرارتها وصعوبتها وحزنها وفرحها، فقد اختلطت المشاعر وطال الصبر والانتظار وانصهر الشعب بكل مكوناته تحت راية الوطن لتذوب الخلافات السياسية ويتحد الشعب مع القيادة السياسية ويجدد الولاء لها.

لن يعرف قيمة الوطن ونعمة الأمن والأمان سوى من عاش أيام خوف ورعب وفوضى، فقد طمست الكويت عن بكرة أبيها وتغيرت ملامحها الجميلة وتحول أمنها لرعب وخوف وقلق وحلت الفوضى مكان التنظيم والترتيب، وأصبحت الشوارع مكاناً خصباً للتعذيب والقتل وزج بالكثير من شباب الكويت في السجون، وأصبح الظلم والقهر عنوان مرحلة سيئة مرت بها الكويت استمرت قرابة السبعة أشهر.

اليوم، بفضل من الله ثم بتوجيهات القيادة السياسية وحرصها نحن نعيش بأمن وأمان ورخاء، وكثيرون يحسدوننا على نعم الله الكثيرة التي حبانا اياها، ولكن أتمنى ان يقرأ شباب هذا الجيل التاريخ السياسي الكويتي القريب ويستلهم الدروس والعبر من الغزو العراقي والسنوات التي تلته حتى وصلنا لهذه المرحلة المتميزة من تاريخ بلدنا، وكيف استطاع أهل الكويت الاستفادة من دروس الغزو العراقي الغاشم، ليتم تطبيقها على أرض الواقع والحفاظ على استقرار وأمن وأمان الكويت والالتزام بقوانينها وعدم مخالفتها والاحتفال بعيدها وفقاً للنظام وبكل أدب لنعبر عن حُبنا لها وقبل ذلك إثبات ذلك الحُب بعطائنا وإخلاصنا، فالكويت تستحق كُل خير ولا بد أن نسعى كُل من مكانه وعمله في استقرارها وتطورها وتنميتها وازدهارها، فتقديرنا وحُبنا لهذه الأرض وحُكامها يتضح جلياً من خلال عمل دؤوب وإخلاص واحترام وتقدير للقوانين والتزام وتكاتف ووحدة وطنية لا تجعل أي طريق لحقد أو ناقم أو من يحاول دق آسفين بيننا، وهذا هو احتفالنا بوطننا أن نبرهن بالأفعال قبل الأقوال ونترجمها على أرض الواقع.

.....

نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله، وإلى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد صباح السالم، حفظه الله، وإلى الشعب الكويتي الكريم، والى كل من يعيش على أرض الكويت المباركة بمناسبة العيد الوطني الـ63 وعيد التحرير الـ33، حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه، وأدام عليها نِعمة الأمن والأمان

mesferalnais@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي