No Script

إطلالة

الفرق بين اليهود الأرثوذكس واليهود الإصلاحيين! (1 من 2)

تصغير
تكبير

حينما كشفت المفاوضات السرية بين النازيين والصهاينة في عام 1933 التي سمحت لليهود الألمان وأصولهم بالذهاب إلى أرض فلسطين لاحتلالها، ومع صعود الزعيم أدولف هتلر إلى السلطة في ربيع عام 1933، واجه يهود العالم «معضلة كبيرة» يمكنهم أن يرفعوا صرخة احتجاج، صرخة ربما قليلون سيستمعون إليها، أو يمكنهم عقد صفقة مع الزعيم هتلر، إنها صفقة ستقربهم خطوة إلى حلمهم الوردي بإنشاء دولة يهودية مستقلة، فيما خرج اليهود الأميركيون في مسيرات، داعين إلى مقاطعة جميع الصادرات الألمانية، كما صرح بها يهود أوروبا بالنداء ذاته، وكذلك فعلها يهود العالم في كل مكان.

مع الوقت نفسه، هناك مجموعة من الصهاينة كانت تتفاوض سراً على اتفاق مع النازيين، وذلك للسماح بهجرة اليهود الألمان ونقل أصولهم إلى أرض فلسطين، فهذه الصفقة التي أبلغ عنها في أغسطس 1933م كانت عبارة عن اتفاقية النقل، وفلسطين التي كانت مستوطنة بشكل متفرق من قبل اليهود في ذلك الوقت، تغيّرت جذرياً نتيجة لذلك، فهناك يهود قد عاشوا في فلسطين من عام 1933 إلى عام 1936 وشاهدوا حادثة نقل اليهود الألمان في كل أسبوع وذلك القدوم إليها والاستقرار في فلسطين.

فقد كان استيطان اليهود الألمان لفلسطين في فترة سياسية رسمية للنازيين، وبالتالي هناك صور واقعية موثقة ظهرت للحياة اليهودية في فلسطين وهم بطابور طويل في عام 1934.

وفي صحيفة برلينية تحت عنوان «زيارة نازي إلى فلسطين» وهي سلسلة متعددة الأجزاء تم سك ميدالية من قبل «غوبلز» تذكاراً، وعلى جانب واحد، الصليب المعقوف، وعلى الجانب الآخر «نجمة داوود».

وقد طالب الزعيم هتلر بتنازل واحد مقابل اتفاقية النقل، وهو أن يتم رفض دعوة المقاطعة للرايخ التي أُثيرت من قبل اليهود في المانيا وفي أماكن أخرى من العالم من قبل الصهاينة وفي النهاية قدم هؤلاء الصهاينة ذلك «التنازل».

وبينما كان اليهود يمارسون مسيراتهم هناك كانت الديبلوماسية تروي قصة أهم في البحر المتوسط حيث اقترب حلم الدولة القومية للشعب اليهودي خطوة أقرب الى الواقع! والقصة قد يجدها البعض صعبة القبول، فلم يخبر أحد منكم من قبل عن أصل كلمة «نازي»، فحرف «نا» تعني الاشتراكية الوطنية التي كانت أيديولوجية النازيين الألمان، ففي عام 1923 جاء «عميل مزدوج» إلى الزعيم هتلر وقال له: انظر، حزبك النازي، أي حزبك الاشتراكي الوطني الذي لا يحقق أي تقدم! وبالتالي أنت بحاجة إلى تحالف، واقترح أن يتحالف مع الحزب «الصهيوني»، لذا انضمت «نا» من الاشتراكية الوطنية مع الحزب الصهيوني في عام 1923 تحت مسمى «حزب الصهيوني العالمي»، ومنذ ذلك الحين عرفوا بالنازيين في آسيا، وكانت «ز» تعني بالصهاينة ولكن بالطبع لم يعرف أحد لذلك لأن الأسطورة الشعبية تقول إن النازيين الأشرار كانوا يهاجمون اليهود، ولكن ما لم يعلم به أحد هو أنه كان هناك انشقاق كبير في المجتمع اليهودي العالمي بين الصهاينة وغير الصهاينة، وبالتالي كان غير الصهاينة هم اليهود الارثوذكس الذين آمنوا بأنه لا يمكن أن يكون هناك دولة يهودية حتى يأتي المسيح اليهودي، لذا لم يعترفوا بالمسيح كمسيح، وبالتالي كانوا ينتظرون قدوم مسيحهم اليهودي حتى تكون هناك دولة يهودية، وتلك الدولة اليهودية هي التي ستحكم العالم أجمع!

ولكن بعد ذلك قرّر الروتشيلد في عام 1828 بأنهم لا يستطيعون الانتظار طويلاً حتى قدوم المسيح اليهودي، لذا بدأوا بما سموه باليهودية الإصلاحية تحت قيادة موسز هس، وقالت اليهودية الإصلاحية، نعم يمكن أن يكون هناك دولة يهودية قبل قدوم المسيح والسبب في أنه كان بالإمكان تحقيق ذلك هو أن عائلة روتشيلد قد جمعت الكثير من المال ليقولوا سنشتري دولتنا بأنفسنا، لذا أرسلت عائلة روتشيلد أشخاصاً إلى الشرق الأوسط لإقامة المستوطنات اليهودية، والتي أصبحت اليوم تسمى بدولة إسرائيل مخلقة تماماً بأموال ودعم روتشيلد.

وهكذا، أصبحت اليهودية الإصلاحية سبباً في حدوث انشقاق كبير بين اليهود الأرثوذكس واليهود الإصلاحيين.

الآن من المؤكد أن هذا الأمر لم يتداول، ولم يخبركم بهذا أحد من قبل... ولكن الكثير يعتقدون أن المجتمع اليهودي أحادي، وإنما في الواقع هو منقسم بشكل حاد إلى نصفين، بل وحتى اليوم نلاحظ أن هناك أعمال شغب تحدث في البرلمان اليهودي بين اليهود الأرثوذكس واليهود الإصلاحيين، ولا يمكنهم الاتفاق على أي شيء لأنه في الأساس هو خلاف جوهري حول ما إذا كان ينبغي أن توجد «دولة يهودية» اليوم، وحتى لا أطيل مقالي عليكم حول هذا التاريخ اليهودي الذي يرجع إلى عشرات السنين، سنتناول بقية هذا السرد في المقال المقبل بإذن الله...

ولكل حادث حديث،،،

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي