No Script

أضواء

نظام عالمي فاسد

تصغير
تكبير

لايزال النظام العالمي غير عابئ بالدمار المستمر الذي تعاني منه غزة بفعل القصف الجنوني، الجوي والبحري والبري من قِبل الصهاينة المحتلين، خلال الأشهر الخمسة الماضية والذي تجاوز - كما يشير الخبراء - من حيث النسبة والتناسب الدمار الذي خلفه قصف بعض المدن الألمانية من قِبل طيران الحلفاء في سنتين خلال الحرب العالمية الثانية، ناهيك عن سقوط قرابة 30 ألفاً من الضحايا، و70 ألفاً من المصابين الفلسطينيين نصفهم من الأطفال الأبرياء حسب أحدث الإحصائيات.

الأمم المتحدة تعتبر ما يجري في غزة صراعاً بين متحاربيّن متكافئين ولم تشر إلى كونه حرب إبادة يشنها محتل عنصري مدجج بأسلحة ثقيلة على سكان مدينة محاصرة منذ العام 2006، كما أنها لاتملك قرار إيقافها، لأن القرار بيد الولايات المتحدة إحدى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهي حليف داعم للكيان الصهيوني وتستخدم حق الفيتو في التغطية على جرائمه. الأمر الذي يدل على أن النظام العالمي هو نظام فاشل، لا يُعنى بالمسائل الإنسانية أو حقوق الإنسان أوالطفل أوالمرأة، وغير معني بالمحافظة على الأمن ونشر السلام بين دول العالم.

وحتى على مستوى الدول، إذا استثنينا دولة جنوب أفريقيا التي رفعت دعوى تتهم الصهاينة بخرق اتفاقية الإبادة البشرية، فإن الدول لا تجرؤ على التصريح بإدانة الكيان الصهيوني بارتكاب جريمة إبادة ضد سكان غزة المحاصرين، أو فرض عقوبات عليه، وكل ما تستطيع فعله هو الدعوة إلى إيقاف الحرب أو إدخال المساعدات الإنسانية التي لايسمح لها بالدخول، ربما خوفاً من تهديد الكيان الصهيوني وحلفائه الأميركان والأوروبيين من ابتزازهم أو فرض عقوبات مباشرة عليهم.

لعل النافذة الوحيدة التي تنطلق منها دعوات إدانة الصهاينة وعلى رأسهم الإرهابي نتنياهو، هي مواقع التواصل الاجتماعي، والتي لا تسلم من محاولات التعتيم والمنع.

حرب الإبادة على غزة، فضحت النظام العالمي، وكشفت عن كونه نظاماً فاشلاً فاسداً، تتحكم فيه عصابة من الدول الكبرى، ينظر إلى الصراعات والأزمات من زاوية مصالح تلك الدول التي تملك حق الفيتو، دون أي اعتبارات للعدالة أو الإنسانية. وتكمن خطورته عند تعارض مصالح تلك الدول، والتي قد تؤدي إلى نشوب حرب عالمية مدمرة للبشرية وحضارتها.

فشل النظام العالمي الذي تقوده الدول الكبرى، يدفعنا إلى عدم الثقة في شعاراته البرّاقة، أو برامجه الإنسانية أوالثقافية، لأنها نتاج سياسة تلك الدول الكبرى خصوصاً الغربية، التي تتخذ منه وسيلة لفرض إرادتها على دول العالم الثالث بطريقة ناعمة تحت غطاء تحقيق مصالحها، بالتوازي مع القوة العسكرية التعسفيّة التي نشاهد تجلياتها بشكل واضح في حرب الإبادة التي أعلنتها على غزة عبر تأييدها ودعمها للإرهابي الصهيوني نتنياهو.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي