No Script

من الأطلسي

الأمن الذكي... الكويت والمغرب نموذجاً!

تصغير
تكبير

الضربة الاستباقية التي قامت بها وزارة الداخلية في الكويت وإلقاء القبض على خلايا إرهابية كانت على وشك القيام بأعمال تفجير وقتل الأبرياء في دُور العبادة هي ضربة مُعلّم، ونرفع القبعة لأولئك الأبطال المجهولين في الأمن الكويتي وأيضاً للقيادات الأمنية الوطنية، وهذا دليل على اليقظة والحرص التام على أمن البلاد والعباد، ونسأل الله أن يحفظ كويتنا الغالية من كل سوء.

في المغرب وحيث أُقيم، من فضل الله عز وجل أن هذه المملكة المترامية الأطراف تنعم بالأمن والأمان، ويتم التركيز الأمني على الولايات التي يرتادها السياح والذين يبلغ عددهم سنوياً ما يقارب العشرين مليون سائح من جنسيات الأرض كافة، ومهمة الأمن هنا مهمة شاقة ولكن الله حبا هذه البلاد برجال يحبون وطنهم ومليكهم وينفذون الأوامر الصادرة من أعلى السلطات بكل ولاء وإخلاص. وعُرف عن جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله ورعاه، تعليماته السامية، ومعروف أن التظاهرات هنا في المغرب مسموح القيام بها شريطة الترخيص المسبق من السلطات المحلية لكل ولاية، ونشاهد أحياناً مظاهرات احتجاج يتم التعامل معها برقي تام.

الأمن في المغرب تديره عقلية أمنية جبارة، فالرجل الأول في الجهاز التنفيذي لوزارة الداخلية عبداللطيف الحموشي، الذي عرف عنه اتزانه وتدينه وخُلقه الرفيع ومتابعته الدؤوبة لكل قطاعات الأمن في كل الولايات، جعل منه نموذجاً يُحتذى به ، فالسيد الحموشي تتم الاستعانة بخبراته الأمنية في كثير من الدول، وقد كانت له بصمة في نهائيات كأس العالم التي أُقيمت في قطر 2022، ويفاجئك السيد الحموشي في أي مكان بزيارة غير معلنة وتجده يتمشى وحيداً في المناطق كافة، ويطلع على كل صغيرة وكبيرة وهو الذي نجح نجاحاً مشهوداً في مكافحة تجارة المخدرات ومواجهة عناصر الإرهاب وإفشال مخططاتهم بضربات استباقية ناجحة.

ومن فضل الله أن مراكش مدينتي التي لا تنام ولا تهدأ يقوم على أمنها ثلة من رجال المغرب الذين يربطون الليل بالنهار والسهر على أمن وأمان مدينة يؤمها مئات الآلاف من الزوار على مدار العام، وبكل حب وود تسمع من أي رجل أمن يصادفك في نقطة تفتيش أو في أي مكان آخر عندما يعرف أنك كويتي يقابلك بابتسامة ودودة (مرحبا بيكم أنتم أهل الكويت إخوتنا وأحبابنا).

اليوم إستراتيجية الأمن اختلفت عن الماضي وأصبحت مواكبة للعصر وتحدياته غير المسبوقة، ومن اللافت أن تعيين مديري الأمن في المغرب لا يعتمد على تفوق الجانب الأمني والحزم لديهم فحسب، بل يتم اختيار المعروفين بالحِكمة والأخلاق الحميدة والذكاء الاجتماعي وواسعي الثقافة والمعرفة لتلك المناصب المهمة، لطالما تم حل الكثير من المشاكل هنا بالحوار والأخذ والعطاء وتمت بسلام...

حفظ الله الكويت والمغرب وأمتنا العربية من شر ذوي الشرور... دمتم بخير.

jaberalhajri8@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي